اختيارات الأزواج

رفض الزوج لاختيارات الزوجة مبنيا أيضا على عدم شعوره بقيمتها في حياته فعندما يقرر شراء شيء لا يكلف نفسه ويتصل بها هاتفيا لمعرفة مدى حاجتها لهذا الشيء من عدمه...

اختيارات الأزواج

س
عدم الرضا عن اختيارات الأزواج قد ينتقل إلى الأبناء تزوجنا بعد قصة حب، لكن مع مرور الوقت وجدت الفجوة متسعة بيننا في التفكير،مما انعكس على تصرفات الأبناء
جــــ

الحياة داخل البيوت تنتابها أحيانا كثير من المنغصات التي تعكر صفو طرفي العلاقة الزوجية ولكن بزوال المنغصات تعود الحياة إلى طبيعتها ولكن يبقى شيء بداخل النفوس يترجم في شكل سلوكيات تعبر عن عدم الرضا من أحد طرفي العلاقة لاختيارات الطرف الآخر.
علاقة عدم الرضا بين الزوجين يمكن ملاحظتها من خلال الممارسات اليومية مثل عدم رضا الزوجة عما يقوم بشرائه الزوج من احتياجات منزلية أو ملابس تخص الأبناء أو حتى هدية لها وعندما ننتقل إلى الطرف الآخر وهو الزوج نجده أيضا غير راض عن اختيارات الزوجة ومشترياتها وكثيرا ما يتهمها بالإسراف وسوء الاختيار وبين عدم الرضا المتبادل الذي يسود كثيرا من البيوت المصرية نحاول تفسير هذه الظاهرة التي تعكر بالفعل حياة بيوتنا العربية وقد تنتقل هذه العدوى بعدم الرضا إلى الأبناء أيضا مما يجعل الحياة قد تصبح في يوم من الأيام جحيما.
قد يكون السبب في حدوث هذه الظاهرة كون المرأة متسلطة ومسيطرة فنجدها دائما ما تستبد وتقلل من شأن الزوج وتسيء إلى اختياراته أما الزوج فإنه ينظر إلى المرأة على أنها ناقصة عقل ودين وبالتالي فإنه ينظر إلى اختياراتها على أنها اختيارات غير موفقة وبعض الرجال أيضا ينظرون للمرأة على أنها قليلة الخبرة وقليلة الحيلة وكذلك قليلة التجربة ويخيل له أن المرأة ليست لديها القدرة على اتخاذ قرار بشأن اختيار شيء ما في حين يرى نفسه هو الأفهم والأكثر قدرة على الاختيار لذلك ينظر إلى اختيار زوجته على أنه غير موفق دائما.
طرفي العلاقة في هذه الحالة غير أسوياء، وللأسف إننا داخل مجتمعاتنا الشرقية التصق بأذهاننا أن الرجل الذي يأخذ برأي زوجته في أمر ما يقال عليه أنه تابع لزوجته وليس برجل لذلك نجد الرجل دائما يدفع عن نفسه تلك الشبهة بشكل عملي عن طريق رفض أي اختيار للزوجة وهذا ميراث سيء وثقافة مغلوطة ومن المفروض أن نرتقي بأفكارنا داخل بيوتنا ونرفض مثل هذه المأثورات المجتمعية.
وهناك حسبة بسيطة وهي تولي المرأة العربية شؤون بيتها بأكمله من تربية الأبناء وتنظيم ميزانية البيت والاستذكار للأبناء ورعايتهم والسهر على راحتهم والقيام على راحة الزوج، فهل بعد كل ذلك لا تستحق المرأة العربية أن تكون مسؤولة عن اختياراتها ومحقة فيها أيضا ولماذا لا نسلم بتوفيقها في الاختيار ولو في بعض الأمور، فالندية مرفوضة داخل بيوتنا بين الرجل والمرأة لأن هذه الندية تجعل هناك نوعا من الحرب الخفية داخل بيوتنا قد تتسبب في انهيارها.
ومن الضروري أن ظاهرة عدم رضا الزوجين عن اختيارات الآخر لابد وأن يتم تحليلها بهدوء ولنسأل أنفسنا هل الاختلاف دائم وعلى جميع الاختيارات أم أنه اختلاف في بعض الأمور فإذا كان الرد أن الاختلاف جزئي فهذه ظاهرة طبيعية وصحية للعلاقة الزوجية أما إذا كان الاختلاف على أي شيء وكل شيء فهذا ما نسميه في علم النفس عدوانا غير معلن أو عدوانا غير مباشر وهذا هو أول الأسباب عن عدم الرضا باختيار الآخر أما السبب الثاني فهو موافقة طرف على رأي الطرف الآخر على الدوام وبالتالي أصبح ليس لديه حق في إبداء أي رأي مخالف للطرف الآخر لاعتياد الطرف الأول على أن الطرف الثاني لا يخالف له اختيارا.
أما السبب الآخر فينطلق من مبدأ “خالف تعرف” حيث تجد الزوجة في معارضتها لاختيارات الزوج نوعا من إثباتها لوجودها وكذلك الرجل الذي يرى في معارضة وإظهار عدم رضاه الدائم عن اختيارات الزوجة إثباتا لوجوده وقد يكون رفض الزوج لاختيارات الزوجة مبنيا أيضا على عدم شعوره بقيمتها في حياته فعندما يقرر شراء شيء لا يكلف نفسه ويتصل بها هاتفيا لمعرفة مدى حاجتها لهذا الشيء من عدمه وبالتالي يشعر الطرف الآخر بأنه ليس له أهمية في حياة الطرف الأول وبالتالي تظهر حالة عدم الرضا الدائم والمستمر من طرف تجاه الآخر.

ذات صلة
رحلة مليئة بالمصاعب
رأيت في المنام أنني أركب جملاً وأسير به في الصحراء، ثم فوجئت ببحر يعترض طريقي، فشعرت بالخوف، لكن الجمل...
المزيد »
علاقة الأب بأبنائه
أكدت المفاهيم الإسلامية والتقاليد الشرعية أن علاقة الأب بأبنائه لا تقتصر على النفقة والرعاية المادية،...
المزيد »
التأخر الدراسي لدى الأطفال
يُعد التأخر الدراسي من أبرز التحديات التي تواجه الأسر في العصر الحديث، حيث يعاني بعض الأطفال من صعوبات...
المزيد »
التربية المعتدلة.. تحصين ضد الغلو والتطرف
أصبحت الحاجة الملحّة إلى تربية إسلامية متزنة تحصّن العقول من الانحرافات، وتغرس في النفوس القيم الوسط...
المزيد »
الجد وحفيده.. كيف يُبنى جسر التواصل بين الأجيال؟
سلّطت المفاهيم الإسلامية الضوء على دور الجد في حياة الأحفاد، مشجعة على علاقة قائمة على المودة والتربية...
المزيد »
دواء جديد يقلب موازين المعركة ضد سرطان الكبد
في تطور علمي لافت، كشفت دراسة حديثة عن اكتشاف علاج مبتكر لسرطان الكبد.
المزيد »
التربية المتوازنة.. ركيزة بناء الإنسان والمجتمع
التربية الإسلامية حجر الأساس في بناء الفرد والمجتمع، فهي لا تقتصر على تلقين الأحكام أو أداء الشعائر،...
المزيد »
منازل بلا روح.. بيوت تخلو من العبادة والذكر
البيت في التصوّر الإسلامي ليس مجرّد مأوى تُسدّ فيه الحاجة إلى النوم والطعام، بل هو حضن للإيمان، وبيئة...
المزيد »
تأخر الكلام.. إشارات مبكرة لتدخل "علاجي وتربوي"
تتأمل الأم في كلمات طفلها الأولى بشغف، تترقّب نطقه لاسمه أو مناداته لها بـ"ماما"، لكن ماذا لو مرّ الوقت...
المزيد »
العالم الرقمي.. حين يتسلل إلى تفاصيل الحياة الزوجية
مع انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه المنصات جزءًا يوميًا من حياة الأزواج، لكنها للأسف...
المزيد »
الضمير الرقابي
تشكل تنمية الضمير الأخلاقي الرقابي عند المسلم، أحد أعمدة التربية الإسلامية، التي لا تكتفي بالضوابط الخارجية...
المزيد »
"المهور" حقوق لا يجب المغالاة فيها
المهر في الإسلام هو المبلغ المالي الذي يدفعه الرجل للمرأة عند عقد الزواج، وهو حق للمرأة يجب على الرجل...
المزيد »
اكتشاف جيني يُمهّد لتشخيص "التأتأة" وعلاجها
في خطوة تُعدّ تحولًا كبيرًا في مجال طب الأعصاب واضطرابات النطق، أعلن باحثون من مركز فاندرلبيت الطبي بالولايات...
المزيد »
مادة مبتكرة لضمادات الجروح
نجح فريق علمي روسي من معهد بحوث علم اللمف السريري والتجريبي التابع لمعهد علم الخلايا والوراثة في سيبيريا...
المزيد »
كيف تحفظ المرأة توازنها في ساحة العمل
الاحتشام ليس مجرد قطعة قماش تُخفي الجسد، بل هو إطار أنيق للكرامة، ودرع واقٍ يحفظ للمرأة هيبتها.
المزيد »

تواصل معنا

شـــــارك