بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

دعاء الزواج
الزواج في الإسلام ليس مجرد عقد بين رجل وامرأة، بل هو ميثاق غليظ يجمع بين قلبين على المودة والرحمة، ويُؤسَّس بتوجيهات نبوية سامية تحفظه من الزلل وتملؤه بركة من أوله.
ومن أعظم ما يُفتتح به هذا الرباط المبارك: الدعاء، فهو مفتاح الخير وسبب التوفيق.
ومن هدي النبي صلي الله عليه وسلم في تهنئة المتزوجين، ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال إذا رُفّئ الإنسان (أي زُفّ إليه أو هُنّئ)
“بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير” . رواه ابن ماجه.
وهو دعاءٌ قصير في لفظه، عظيم في أثره، جمع بين الدعاء بالبركة للزوج والزوجة، ثم ختمه بالدعاء بأن يكون اجتماعهما على خير، وهو ما يحقق الاستقرار والطمأنينة والسعادة الدائمة.
وهذا يختلف عن التهنئة الجاهلية القديمة بقولهم: “بالرفاء والبنين”، فكان النبي يُبدّلها بدعاء جامع للخير الدنيوي والأخروي، لأن “البركة” تعني دوام النعمة وزيادتها، لا مجرد الأمنيات القاصرة.
وفي جانب آخر، إذا كان المتزوج هو من يستقبل زوجته لأول مرة، فالسنة أن يقول ما رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:”إذا تزوج أحدكم امرأة، أو اشترى خادمًا، فليقل: اللَّهُمَّ إني أسألك خيرها، وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرّها، وشرّ ما جبلتها عليه “. رواه أبو داود.
وهذا الدعاء العظيم يُظهر عمق النظرة الإسلامية للعلاقة الزوجية؛ فهي ليست علاقة جسد فقط، بل علاقة فطرة وسلوك وصفات. لذلك علّمنا النبي أن ندعو الله بخير ما جبل عليه الطرف الآخر من طبائع وصفات، وأن نستعيذ به من الشرور الظاهرة أو الخفية.
والبركة في الزواج لا تأتي من الزينة أو الحفلات، بل من الدعاء الصادق، وحضور النية الطيبة، واستحضار التوجيه النبوي منذ اللحظة الأولى. فحين يُفتتح الزواج بالدعاء، يُغلق باب الشيطان، وتُفتح أبواب الرحمة والتوفيق.
وهكذا يُعلّمنا الإسلام أن كل مرحلة من حياتنا تبدأ بتعلق القلب بالله، والدعاء له، وطلب البركة منه. فمهما أحسن الناس التخطيط والتنظيم، تبقى بركة الله هي العامل الحاسم في دوام الزواج وسعادته.
- كلمات مفتاحية | الزواج في الإسلام, الزوج الصالح, الزوجة الصالحة, دعاء الزواج