بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

بر الوالدين وصية ربانية خالدة
بر الوالدين من أعظم القربات وأجلّ الطاعات، قرنه الله عز وجل بعبادته في أكثر من موضع في كتابه الكريم، فقال: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”، فهو عبادة جليلة تُقرّب العبد إلى ربه وتفتح له أبواب الرحمة والبركة. وقد أوصى النبي ﷺ بحسن صحبتهما والإحسان إليهما في كل حين، حتى وإن بلغا من الكِبر عتيًّا. وبر الوالدين يشمل الكلمة الطيبة، والخدمة، والدعاء، والوفاء، وهو سبب في سعة الرزق وطول العمر ودخول الجنة، ومن العقوق الهلاك والخسار في الدنيا والآخرة.
وقال الله تعالى:”ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً”، وهو ما يشير هذا إلى التضحيات الكبيرة التي قدمها الوالدان، من الحمل والولادة إلى التربية والعناية، ما يجعل حقهما على الأبناء عظيماً.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”أحب الأعمال إلى الله تعالى الصلاة على وقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله”* يبرز هذا الحديث أهمية بر الوالدين باعتباره من أعظم الأعمال بعد عبادة الله.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”أكبر الكبائر الإشراك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وقول الزور، أو شهادة الزور”، فالعقوق يعتبر من الكبائر التي يجب على المسلم الحذر منها.
وقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنه:”جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال: أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد”، وهو ما يبرز أهمية بر الوالدين حتى فوق الجهاد في سبيل الله.
وبر الوالدين في له فضل عظيم ومكانة عالية. يتجلى هذا في الأوامر الإلهية والأحاديث النبوية التي تشير إلى أهمية الإحسان إليهما، واعتبار العقوق من الكبائر، وارتباط رضاهما برضا الله. فالمسلم مطالب بالبر والإحسان لوالديه في جميع الأحوال، وتقدير تضحياتهم ومجهوداتهم.
- كلمات مفتاحية | الإحسان, البر, البرد بالوالدين, الرحمة, العناية, الكلمة الطيبة, بر الوالدين, حسن الصحبة