وسم سنن النبي

من السنن المهجورة التي يجب أن يلتفت إليها المسلمون هي التعرض للمطر عند تنزله.

يخرج المؤمن من بيته مُتوجّهاً إلى بيت الله، ترفرفُ حوله الملائكةُ، وتُظلّه السكينةُ، وتُضيء له الأرضُ خطواته، كلُّ خطوةٍ تمحو سيئة.

بين أقدامِ الساهين، قد تَسقطُ لقمةُ الخبزِ وحيدةً.. تتدحرجُ كدمعةٍ على الأرض، وكأنها تهمسُ بأسرارٍ نسيها العالم، لكنَّ يدَ المؤمنِ تَرفقُ بها، تمسحُ عنها غبارَ الإهمال، وتُعيدُ إليها طَهرَها، ثم تَرفعُها إلى الفمِ وكأنها جوهرةٌ ثمينة، لكنها في الواقع ليست مجرد "لقمة ساقطة"، بل سُنَّةٌ نبويةٌ عظيمة تَحمِلُ في طياتِها دروسًا عن الشكر، والنظافة، واحترام النعمة.

لم يكن سواك النبي صلى الله عليه وسلم مجرد عودٍ يمرّ على الأسنان، بل كان مفتاحًا لطهارةٍ تبدأ من الفم وتنتهي عند القلب. فما هذا السرّ الذي جعل السواك سنّةً محببةً قبل كل صلاة؟ ولماذا اختار الله لهذه العبادة البسيطة أن تكون بوابةً للقائه؟ إنه ليس مجرّد تنظيف، بل هو إعلانٌ صغيرٌ أن المؤمنَ حتى في أبسط حركاته يعبدُ ربّه.. ففي كل تمريرةٍ للعود على الأسنان، تذكيرٌ بأن الطهارةَ ليست للماء فقط، بل للكلمة الطيبة أيضًا التي تخرج من ذلك الفم النظيف!