بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
خوات بن جبير.. رحلة الاستشفاء من علل النفس
هذا الموقف الذي يحيكيه الصحابي الجليل خوات بن جبير هو بمثابة مِرْآةٌ تُرِي الْقَلْبَ بَهَاءَ الرَّحْمَةِ النَّبَوِيَّةِ الَّتِي تَعْرِفُ كَيْفَ تَمْسَحُ الْخَطِيئَةَ بِلا أَلَمٍ، وَتُعَلِّمُنَا أَنَّ الْحُبَّ أَعْظَمُ عِقَابٍ لِلذَّنْبِ، رَسُولٌ يَتَذَكَّرُ "شِرَادَ الْجَمَلِ" كُلَّمَا رَأَى صَاحِبَهُ، لِيَقُولَ لَنَا بِصَمْتٍ: الْقُلُوبُ أَثْمَنُ مِنَ الْأَخْطَاءِ، وَالتَّائِبُونَ أَحَقُّ بِالْبِشْرِ.
فِي هَذَا الْمَوْقِفِ، نَجِدُ الْفَرْقَ بَيْنَ عُقُوبَةِ الْخَزْيِ وَعِقَابِ الْحَنَانِ، وَنَفْهَمُ لِمَاذَا كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم يَغْلِبُ بِالْمَوَدَّةِ مَا لَمْ تَغْلِبْهُ السُّيُوفُ. فَتَكُونُ تِلْكَ الْحِكَايَةُ دَرْسًا: أَنَّ الْحَيَاءَ وَالْعَفْوَ خَيْرُ مُعَلِّمَيْنِ، وَأَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ مِنْ ضَعْفِنَا سُلَّمًا لِتَكُونَ رَحْمَتُهُ هِيَ الْحَكَايَةَ الْبَاقِيَةَ.