
الإسلامُ كالبحرِ العظيم: قد ترى منه الأمواجَ العاتيةَ إذا أُغضب، لكنَّ أعماقَه مليئةٌ بلآلئِ الرحمةِ والتسامح، فمن يرميه بالعنفِ كمن يُريدُ أن يصطادَ في الماءِ العكرِ ليُبررَ خوفَه من مجهول.

بر الوالدين من أعظم القربات وأجلّ الطاعات، قرنه الله عز وجل بعبادته في أكثر من موضع في كتابه الكريم، فقال: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، فهو عبادة جليلة تُقرّب العبد إلى ربه وتفتح له أبواب الرحمة والبركة. وقد أوصى النبي ﷺ بحسن صحبتهما والإحسان إليهما في كل حين، حتى وإن بلغا من الكِبر عتيًّا. وبر الوالدين يشمل الكلمة الطيبة، والخدمة، والدعاء، والوفاء، وهو سبب في سعة الرزق وطول العمر ودخول الجنة، ومن العقوق الهلاك والخسار في الدنيا والآخرة.
إنها صورة جميلة تُجسد التراحم بين المؤمنين، كالجسد الواحد الذي يشعر بألم أي جزء منه. فإذا رأيت أخاك المسلم في كربة أو شدة، فإن الرحمة تقتضي أن تهب لنجدته وتخفيف معاناته كما لو كنت أنت من يتألم.