بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
منازل بلا روح.. بيوت تخلو من العبادة والذكر
- الأسرة المسلمة
- البيت

إبراهيم شعبان

منازل بلا روح.. بيوت تخلو من العبادة والذكر
البيت في التصوّر الإسلامي ليس مجرّد مأوى تُسدّ فيه الحاجة إلى النوم والطعام، بل هو حضن للإيمان، وبيئة تصوغ القلوب والعقول، وتغرس في أفرادها القيم والسكينة. هو المدرسة الأولى، والمسجد الأول، والمجتمع المصغّر الذي تُبنى عليه حياة الأمة. لكن حين يغيب عن هذا البيت ذكرُ الله، ويُهمَل فيه القرآن، وتُطفأ فيه شعلة الصلاة، يتحوّل من منبع للسكينة إلى مأوى للغفلة، ومن سكن للرحمة إلى موطنٍ للاضطراب.
لقد شبّه النبي ﷺ البيت الخالي من ذكر الله بالقبر، إذ قال: “مثلُ البيتِ الذي يُذكرُ اللهُ فيه والبيتِ الذي لا يُذكرُ اللهُ فيه مثلُ الحيِّ والميتِ“، في دلالة عميقة على أن الحياة الحقيقية ليست بمظاهر الأثاث والزينة، بل بما يملأ البيت من نور الطاعة ودفء الإيمان.
مظاهر البيوت الغافلة عن الله
- غياب الصلاة والعبادة:
حين تُهمَل إقامة الصلاة داخل المنزل، وتضيع أوقاتها، ويُنشأ الأبناء على الجفاء مع الفرائض، يصبح البيت مفرغًا من أهم مصادر النور والهداية. - انتشار المنكرات والمعاصي:
الأغاني الهابطة، القنوات الماجنة، والمحتويات المضلّة تتسلّل إلى البيت فتُفسد المزاج العام، وتُضعف رقابة الضمير، وتُفسد الذوق والسلوك. - توتر العلاقات الأسرية:
يعلو الصراخ، وتكثر الخصومات، وتنتشر الألفاظ البذيئة، فيغيب الاحترام، وتتفكك الروابط، ويضيع الحوار البنّاء. - انقطاع الذكر وغياب القرآن:
بيت لا يُتلى فيه كتاب الله، ولا تُرفع فيه الأذكار، بيتٌ تُغلق فيه أبواب السماء، ويُفتح فيه المجال للشياطين أن تعبث بأهله وسكينتهم. - تفكك تربوي وانهيار في القيم:
يغيب دور الوالدين في التربية، ويُهمَل غرس الفضائل في النفوس، فتخرج الأجيال فاقدة للهوية، مشوشة الوجهة.
الآثار المترتبة على هذا الغياب
حين يغيب ذكر الله عن البيت، لا تغيب فقط الطمأنينة، بل تنفر الملائكة وتحلّ الشياطين. ويبدأ الاضطراب في النفوس، فيظهر القلق والتوتر، ويضيق الصدر، وتتفشّى المشكلات بلا سبب ظاهر، كأن البيت فقد حمايته الروحية.
هذه البيوت قد تُزيَّن بأفخم الأثاث، وتُضاء بأجمل المصابيح، لكنها في حقيقتها مظلمة، خاوية، كأنها قبور تُشيّع فيها أرواح ساكنيها دون أن تُدفن أجسادهم.
- كلمات مفتاحية | بيوت الذكر والعبادة, بيوت خالية من الذكر, بيوت خربة, منازل بلا روح, هدم منازل