بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
لغة الحوار المثمرة.. مدخل لعلاقة أسرية ناجحة
- الأسرة المسلمة
- جنة الدنيا

إبراهيم شعبان

لغة الحوار المثمرة.. مدخل لعلاقة أسرية ناجحة
التواصل الجيد بين الزوجين أساس لحياة زوجية ناجحة، فالإسلام حثَّ على التواصل والتعارف، وبيَّن أهمية العلاقات بين الأفراد في المجتمع بشكل عام، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم:”يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.
والحديث عن التواصل، لا يقتصر فقط على المجتمع بأسره، بل يمتد إلى الأسرة، حيث أن لغة الحوار بين الزوجين من أهم عوامل الاستقرار.
أهمية الحوار بين الزوجين
التفاهم والتقارب: الحياة الزوجية تحتاج إلى تفهم مشاعر الآخر، ومشاركته همومه وآماله، وبناء على ذلك فإن التواصل يساهم في تقوية العلاقة بين الزوجين.
ومواجهة المشاكل: غالبًا ما تكون الحياة اليومية مليئة بالتحديات، ولكن بالحوار السليم يمكن حل العديد من المشاكل قبل أن تتفاقم. فعندما يتحدث الزوجان معًا، فإنهما يتمكنان من فهم وجهات نظر بعضهما البعض وإيجاد حلول وسط.
والعلاقات العاطفية: التواصل المستمر بين الزوجين يساعد على الحفاظ على علاقة عاطفية قوية، إذ يشعر كلا الطرفين بأن الآخر يهتم به وبما يمر به.
لكن في بعض الأحيان، يتناقص الحوار بين الزوجين، إذ قد يدخل الزوج إلى المنزل صامتًا ويقضي وقته في مشاهدة التلفاز أو الانشغال بأمور أخرى، بينما تكون الزوجة مشغولة بالمنزل ورعاية الأبناء. وهكذا، يتراجع الحوار إلى أن يصبح غائبًا، ويكتفي كل طرف بإيصال مشاعره أو أفكاره لنفسه فقط.
أسباب غياب الحوار بين الزوجين
التربية الخاطئة: قد يكون السبب في انعدام الحوار هو الطريقة التي تربى بها الطرفان. فالتربية في الأسرة قد تفرض نوعًا من الصمت أو الخوف من التعبير عن الآراء، والضغوط النفسية: الحياة اليومية الصعبة والمشاكل المستمرة قد تجعل الطرفين يشعران بالإرهاق، ما يؤدي إلى تقليص التواصل بينهما، والتسلط والإفراط في اللوم: في بعض الأحيان قد يُحاول أحد الطرفين فرض رأيه، مما يؤدي إلى غياب الحوار بسبب الخوف من المواجهة أو التقليل من شأن الطرف الآخر.
فمن الأهمية بمكان، أن يتم الحوار بين الزوجين بهدف تصحيح الأفكار الخاطئة والمفاهيم السلبية. وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على ضرورة تفادي سوء الظن، حيث قال: “إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث”، وبالتالي ينبغي على الزوجين أن يطرحا الأسئلة ويتناقشا بدلًا من الانسياق وراء الأفكار المسبقة.
ويجب أن يتعلم الزوجان كيفية التعبير عن مشاعرهما بطريقة سليمة، وعدم الخوف من تبادل الآراء. وللزوج أن يستمع لآراء زوجته وألا يعتبر هذا انتقاصًا من رجولته. فالحديث المتبادل والاحترام بين الزوجين يساهم في تعزيز العلاقة.
- كلمات مفتاحية | الحوار بين الزوجين, الخلافات الزوجية, الزواج في الإسلام, الزوج, الزوجة الصالحة