كيف يستفيد المسن من وقته

مع تقدم الإنسان في العمر ووصوله إلى سن التقاعد، تبدأ مرحلة جديدة من حياته، تختلف في شكلها ومضمونها عن فترات العمل والشباب....

كيف يستفيد المسن من وقته

مع تقدم الإنسان في العمر ووصوله إلى سن التقاعد، تبدأ مرحلة جديدة من حياته، تختلف في شكلها ومضمونها عن فترات العمل والشباب. ورغم ما يرافق هذه المرحلة من فراغ وتغيرات صحية ونفسية، إلا أنها لا تعني توقف العطاء، بل قد تكون فرصة لتعويض الذات والمجتمع بخبرات العمر وتجاربه.

ويرى خبراء ومتخصصون، أن المجتمع يتكون من أدوار متكاملة، تتغير بتغيّر مراحل العمر. فعندما يُحال الإنسان إلى التقاعد، لا ينبغي أن يُعامل على أنه خرج من الحياة، بل لا بد من إعادة دمجه واستثمار خبراته في الإرشاد والتوجيه. فدور الأب في شبابه يختلف عن دور الجد في كبره، وأن استمرار تواصله مع الأجيال الجديدة يخلق توازنًا اجتماعيًا ويعيد له الشعور بالقيمة.

في سياق متصل، يرى خبراء ان مرحلة ما بعد الستين قد تترافق مع أعراض نفسية مزعجة، مثل الاكتئاب والقلق والشعور باللاجدوى. والسبب الرئيسي في هذه المعاناة هو الفراغ المفاجئ بعد عقود من العمل، ما يستوجب دعم المسن نفسيًا واجتماعيًا.

ويقترح البعض، أن يتم استدعاء كبار السن للمشاركة كمستشارين في مؤسساتهم السابقة أو في هيئات اجتماعية، حتى يشعروا أن دورهم لا يزال مستمرًا، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويشعرهم بالانتماء. ويشددون أن المستقبل لا يُبنى دون ماضٍ، فالخبرات المتراكمة هي الأساس الذي يقوم عليه التقدم، مشبهين ذلك بالتطور التكنولوجي الذي لم يكن ممكنًا دون التراكم المعرفي السابق. وتطالب بدمج خبرات المسنين مع طاقات الشباب لإنتاج نموذج مجتمعي متكامل. ويرون أن المجتمع يجب أن يرد الجميل إلى كبار السن، لا فقط بالرعاية، بل بإشراكهم في عملية التنمية والتغيير، وفتح أبواب العطاء أمامهم من جديد.

خاتمة: العطاء لا يرتبط بالسن

وفي ظل التغيرات الديموغرافية وارتفاع متوسط الأعمار، بات من الضروري إعادة النظر في دور المسنين داخل المجتمع. ولا ينبغي أن يكون التقاعد نهاية المطاف، بل بداية لمرحلة جديدة من الاستفادة من الزمن والخبرة في مجالات متعددة، مثل التعليم، والإرشاد الأسري، والعمل التطوعي، والمشاركة المجتمعية. فالعقول التي أنضجها الزمن لا تفقد قيمتها، بل تحتاج إلى من ينفض عنها الغبار، ويمد لها اليد، ويمنحها الفرصة لتواصل دورها في بناء المجتمع.

ذات صلة
علاقة الأب بأبنائه
أكدت المفاهيم الإسلامية والتقاليد الشرعية أن علاقة الأب بأبنائه لا تقتصر على النفقة والرعاية المادية،...
المزيد »
التأخر الدراسي لدى الأطفال
يُعد التأخر الدراسي من أبرز التحديات التي تواجه الأسر في العصر الحديث، حيث يعاني بعض الأطفال من صعوبات...
المزيد »
التربية المعتدلة.. تحصين ضد الغلو والتطرف
أصبحت الحاجة الملحّة إلى تربية إسلامية متزنة تحصّن العقول من الانحرافات، وتغرس في النفوس القيم الوسط...
المزيد »
الجد وحفيده.. كيف يُبنى جسر التواصل بين الأجيال؟
سلّطت المفاهيم الإسلامية الضوء على دور الجد في حياة الأحفاد، مشجعة على علاقة قائمة على المودة والتربية...
المزيد »
دواء جديد يقلب موازين المعركة ضد سرطان الكبد
في تطور علمي لافت، كشفت دراسة حديثة عن اكتشاف علاج مبتكر لسرطان الكبد.
المزيد »
التربية المتوازنة.. ركيزة بناء الإنسان والمجتمع
التربية الإسلامية حجر الأساس في بناء الفرد والمجتمع، فهي لا تقتصر على تلقين الأحكام أو أداء الشعائر،...
المزيد »
منازل بلا روح.. بيوت تخلو من العبادة والذكر
البيت في التصوّر الإسلامي ليس مجرّد مأوى تُسدّ فيه الحاجة إلى النوم والطعام، بل هو حضن للإيمان، وبيئة...
المزيد »
تأخر الكلام.. إشارات مبكرة لتدخل "علاجي وتربوي"
تتأمل الأم في كلمات طفلها الأولى بشغف، تترقّب نطقه لاسمه أو مناداته لها بـ"ماما"، لكن ماذا لو مرّ الوقت...
المزيد »
العالم الرقمي.. حين يتسلل إلى تفاصيل الحياة الزوجية
مع انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه المنصات جزءًا يوميًا من حياة الأزواج، لكنها للأسف...
المزيد »
الضمير الرقابي
تشكل تنمية الضمير الأخلاقي الرقابي عند المسلم، أحد أعمدة التربية الإسلامية، التي لا تكتفي بالضوابط الخارجية...
المزيد »
"المهور" حقوق لا يجب المغالاة فيها
المهر في الإسلام هو المبلغ المالي الذي يدفعه الرجل للمرأة عند عقد الزواج، وهو حق للمرأة يجب على الرجل...
المزيد »
اكتشاف جيني يُمهّد لتشخيص "التأتأة" وعلاجها
في خطوة تُعدّ تحولًا كبيرًا في مجال طب الأعصاب واضطرابات النطق، أعلن باحثون من مركز فاندرلبيت الطبي بالولايات...
المزيد »
مادة مبتكرة لضمادات الجروح
نجح فريق علمي روسي من معهد بحوث علم اللمف السريري والتجريبي التابع لمعهد علم الخلايا والوراثة في سيبيريا...
المزيد »
كيف تحفظ المرأة توازنها في ساحة العمل
الاحتشام ليس مجرد قطعة قماش تُخفي الجسد، بل هو إطار أنيق للكرامة، ودرع واقٍ يحفظ للمرأة هيبتها.
المزيد »
الأب وابنته
يبرز دور الأب المسلم كحصنٍ منيع يحمي فلذة كبده من عواصف الحياة، فالابنة في الإسلام أمانةٌ عظيمة.
المزيد »

تواصل معنا

شـــــارك