بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
كيف تحفظ المرأة توازنها في ساحة العمل

إبراهيم شعبان

كيف تحفظ المرأة توازنها في ساحة العمل
الاحتشام ليس مجرد قطعة قماش تُخفي الجسد، بل هو إطار أنيق للكرامة، ودرع واقٍ يحفظ للمرأة هيبتها في خضم سباق العمل المحموم. إنه ذلك الخط الرفيع الذي يفصل بين الجرأة والوقاحة، بين الأناقة والإثارة.. فالمرأة الذكية تعلم أن احتشامها ليس عائقًا، بل هو جواز سفرها إلى الاحترام.
فكيف تحقق الموظفة المسلمة هذا التوازن الدقيق؟ وما هي الضوابط الذهبية التي تمكنها من الظهور بمظهر لائق دون أن تفقد بريقها المهني؟
الحماية من الفتنة
اختلاط المرأة في بيئة العمل هو موضوع حساس ومثار في مختلف العصور، وعلى العموم فإنه يتطلب مراعاة للتوازن بين حقوق المرأة وواجباتها في المجتمع، وبين الضوابط الشرعية التي يحث عليها الإسلام، فالعمل ليس محظورًا على النساء، بشرط أن يكون ملتزمًا بالضوابط الدينية التي تحترم مكانتها وتضمن لها الكرامة والحفاظ على الآداب العامة.
الضوابط الدينية لاختلاط المرأة في بيئة العمل
الإسلام لم يحرّم العمل على المرأة بشكل عام، بل شجع على المشاركة في مجالات الحياة المختلفة بما يتناسب مع مبادئه وأخلاقياته. إلا أن هناك بعض الضوابط التي يجب مراعاتها لضمان أن لا يتسبب اختلاط المرأة في فتنة أو تجاوزات شرعية.
الحجاب حماية من الفتنة
ومن أهم الضوابط الدينية لاختلاط المرأة في العمل هو ضرورة الاحتشام وارتداء الحجاب. يجب على المرأة أن تلتزم بالملابس المحتشمة التي لا تبرز جسدها، وألا تفرط في التزين أو التبرج. الحجاب ليس فقط سترًا للجسد، بل هو أيضًا حماية من الفتنة، سواء كانت من الرجال أو من المرأة نفسها.
كما أن اختلاط المرأة بالرجال في بيئة العمل، يجب أن يكون وفق حدود شرعية تحافظ على الآداب العامة وتمنع أي نوع من أنواع التفاعل الذي قد يؤدي إلى الفتنة.
ويُفضل أن يكون التواصل في إطار العمل فقط، دون أي محادثات خاصة أو غير مهنية. يجب أن يكون التواصل دائمًا مهذبًا، وأن يكون الحديث مقتصرًا على القضايا المهنية فقط.
العمل في بيئة محكومة بالضوابط الشرعية
وإذا كان العمل يتطلب وجود اختلاط بين الجنسين في مكان مغلق أو من دون رقابة، فقد يصبح ذلك غير مرغوب فيه. من الأفضل أن يكون العمل في بيئة تؤمن الفصل بين الجنسين أو على الأقل ضمان وجود رقابة شرعية لضمان أن الاختلاط لا يؤدي إلى ما هو محظور.
من ناحية ثانية، فإن هناك ضوابط اجتماعية لاختلاط المرأة في بيئة العمل
فالاختلاط في بيئة العمل، ليس مقصورًا فقط على الجوانب الدينية، بل يرتبط أيضًا بعوامل اجتماعية تتعلق بآداب التعامل بين الرجال والنساء في المجتمع. في مقدمتها الاحترام المتبادل.
من الضوابط الاجتماعية الهامة في بيئة العمل هو الاحترام المتبادل بين الزملاء من الجنسين. يجب على كلا الطرفين أن يتعاملوا مع بعضهم البعض بأسلوب محترم ومهذب، وأن يكون التعامل محددًا في إطار العمل فقط دون أن يتجاوز ذلك إلى علاقات شخصية أو اجتماعية.
ومن المهم أن، تبقى المرأة في بيئة العمل على الاحتفاظ بالمسافة المهنية مع زملائها، خاصة الرجال. يجب أن تكون العلاقات المهنية واضحة وموضوعية، دون الدخول في مجالات عاطفية أو اجتماعية قد تؤثر سلبًا على سير العمل أو تخلق جوًا غير مناسب.
ويجب أن تُتاح بيئة عمل آمنة للمرأة، بحيث تكون محمية من أي نوع من أنواع التحرش أو المضايقات. فالإسلام يؤكد على ضرورة حماية المرأة من هذه الظواهر، ويحث على المعاملة الكريمة والمشرفة. على المؤسسات أن تضع قوانين وسياسات صارمة ضد أي سلوك غير لائق من قبل الزملاء أو الإدارة.
ويجب أن يكون العمل لا يتعارض مع الواجبات الأسرية للمرأة. يجب ألا يستهلك وقتها بشكل مفرط على حساب تربية الأبناء أو الاهتمام بالمنزل. من المهم أن يُتيح العمل للمرأة توازنًا بين العمل والحياة الشخصية.
وفي بعض الحالات، قد يواجه البعض صعوبة في الموازنة بين المسؤوليات الدينية والعمل، مثل صلاة الجماعة أو الصيام أو العبادات. يجب على المؤسسات أن تتيح للموظفات الفرصة لممارسة عباداتهن والالتزام بالمواعيد الدينية دون التأثير على إنتاجيتهن في العمل.
- كلمات مفتاحية | احتشام المرأة, الحجاب, حجاب الفتاة, حجاب المرأة, وقار المرأة