بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

طفلك يتأخر في الكلام.. الأسباب والعلاج
هل لاحظتِ أن طفلك لا ينطق كلمات كافية لعمره؟ هل يحاول التعبير لكنه يكتفي بالإيماءات أو أصوات غير مفهومة؟
قد لا يكون الأمر بسيطًا كما يبدو، فقد يكون طفلك يعاني من تأخر في النطق أو اللغة. بعض الأمهات يعتقدن أن الطفل “سيتكلم مع الوقت”، لكن تجاهل العلامات المبكرة قد يؤخر التدخل اللازم، ويؤثر على نمو الطفل الاجتماعي والعقلي.
ما هو تأخر النطق؟
تأخر النطق لا يعني أن الطفل لا يستطيع إصدار أصوات، بل يعني أنه لا يستطيع التعبير بالكلام المناسب لعمره، أو تكوين جمل بسيطة، أو استخدام الكلمات لتسمية الأشياء أو التفاعل مع الآخرين. أحيانًا يكون مصحوبًا أيضًا بتأخر في الفهم أو الاستجابة.
علامات تأخر النطق حسب العمر
في عمر السنتين:
لا ينطق 25 كلمة على الأقل.
لا يسمي الأشياء أو لا يُشير إلى أعضاء جسمه.
لا يستخدم عبارات مكونة من كلمتين.
في عمر 3 سنوات:
لا يستخدم أكثر من 200 كلمة.
لا يستطيع تكوين جمل مفهومة.
لا يقلد كلمات جديدة.
لا يطلب الأشياء بالاسم.
لا يستطيع نطق اسمه الكامل أو الرد عند مناداته.
وعلى الناحية السلوكية، يتجنب التواصل البصري. ويُفضل الإيماءات على الكلمات. ولا يكرر أو يقلد الكلام.
ولا يُبادر بالكلام عند اللعب أو التفاعل.
عادات تؤدي إلى تأخر النطق يجب تجنبها
قلة التحفيز اللفظي: فعدم الحديث مع الطفل، أو تركه لفترات طويلة أمام التلفاز أو الأجهزة اللوحية، يُقلل من فرص التعلم والتفاعل اللغوي.
التحدث بلغة “الطفل” باستمرار: استخدام كلمات غير واضحة مثل “نمّ”، “مَمّ”، “تِتّا” بشكل مفرط يُربك الطفل، ويمنعه من تعلم النطق الصحيح للكلمات.
تجاهل العلامات المبكرة: بعض الأمهات ينتظرن حتى “يتكلم من نفسه”، لكن التأخير في اللجوء لأخصائي قد يُفاقم المشكلة.
الجانب الديني والتربوي في التعامل مع تأخر النطق
الدعاء: اجعلي الدعاء ركنًا أساسيًا في روتينك مع طفلك، ومن أنفع الأدعية:”رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي”. سورة طه: الآيات 25-28.
وهذا الدعاء كان من دعاء سيدنا موسى عليه السلام، ويمكنك أن تردديه على طفلك أو تعلّميه أن يقوله بنفسه.
الرقية الشرعية: قراءة الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذات، على الطفل صباحًا ومساءً، مع النفث على لسانه وصدره، بنية الشفاء.
التحصين اليومي: حافظي على أذكار الصباح والمساء له، فالتحصين يحمي الطفل نفسيًا وجسديًا، ويُبعِد تأثيرات الحسد والعين.
وعليه.. فتأخر النطق ليس حكمًا نهائيًا على قدرات طفلك، بل هو جرس إنذار يستدعي الملاحظة والتدخل المبكر.
ومع الدمج بين العلاج اللغوي والتربية الإيجابية والروحانية الإسلامية، يمكنكِ أن تساعدي صغيرك في تجاوز هذه المرحلة بثقة ونجاح.
- كلمات مفتاحية | الخطاب التربوي, الطفل, تأخر الكلام, تأخر النطق, تربية الأطفال, علاج تأخر النطق