بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
العالم الرقمي.. حين يتسلل إلى تفاصيل الحياة الزوجية
- الأسرة المسلمة
- جنة الدنيا

إبراهيم شعبان

العالم الرقمي.. حين يتسلل إلى تفاصيل الحياة الزوجية
مع انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه المنصات جزءًا يوميًا من حياة الأزواج، لكنها للأسف لا تستخدم دائمًا بشكل إيجابي. فالعديد من الأزواج باتوا يقضون ساعات طويلة على هواتفهم بدلًا من التواصل مع شركاء حياتهم، مما يضعف الرابط العاطفي، ويخلق فجوة قد تتسع لتتحول إلى خصام أو فتور عاطفي طويل الأمد.
وحين ينشغل أحد الطرفين بمنشورات “إنستجرام” أو دردشات “واتساب” أو مقاطع “تيك توك”، فإنه يتجاهل وجود شريكه فعليًا في نفس المكان. ومع الوقت، يشعر الطرف الآخر بالتجاهل أو الإهمال، وقد يتحول هذا الشعور إلى برود أو حتى غيرة.
. المقارنات القاتلة.. وهم الكمال وعُقد النقص
وتوفر منصات التواصل محتوى يظهر فيه الأزواج في “أجمل لحظاتهم” فقط، ما يدفع البعض إلى مقارنة حياتهم الواقعية بما يرونه رقميًا. فتقول الزوجة: لماذا لا يهتم بي زوجي كما يفعل فلان؟، ويقول الزوج: لماذا لا تهتم بي كما تهتم هي بزوجها؟
وهكذا تتحول المقارنات الوهمية إلى مشاعر حقيقية من السخط وعدم الرضا، تُضعف الثقة وتقود إلى خلافات.
الخصوصية الزوجية
وكثير من الأزواج يشاركون لحظاتهم الخاصة على مواقع التواصل دون وعي، مما قد يخترق خصوصية العلاقة أو يفتح بابًا للتدخلات الخارجية والتعليقات السلبية. بل وقد تتطور الأمور إلى خلافات بسبب منشور، صورة، أو حتى إعجاب على تعليق لشخص غريب.
الرسائل الخاصة والعلاقات الإلكترونية.. بداية الانهيار
ومما لا يُنكر أن بعض حالات الخيانة الزوجية العاطفية أو الفعلية بدأت من دردشات عابرة على “فيسبوك” أو “سناب شات”.. وبعض الأزواج أو الزوجات يقعون في فخ الإعجاب أو التسلية، ظنًا أن الأمر بسيط، لكنّه يتطور بمرور الوقت، ويقود إلى الشك، ثم انهيار الثقة، ثم الطلاق.
كيف نحمي العلاقة الزوجية من سموم التواصل الرقمي؟
ولحماية البيت من تأثيرات مواقع التواصل، لا بد من:
تحديد أوقات خالية من الهاتف تُخصَّص للحوار والمشاركة.
الشفافية في التعامل الرقمي، دون كلمات سر أو إخفاء محتوى.
الاتفاق على حدود الاستخدام والمحتوى المسموح به.
تقديم الشريك على أي تفاعل إلكتروني أو اهتمام رقمي.
الاستفادة من المنصات الهادفة، مثل المحتوى الأسري والديني الإيجابي.
وعليه.. فمواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، وإذا لم تُستخدم بوعي، فإنها قد تهدم أسرًا، وتخرب بيوتًا كانت مستقرة.
إن العلاقة الزوجية تقوم على الثقة، التواصل، والاحترام المتبادل، وكلها تهتز إذا أصبح “الهاتف” أكثر قربًا من “الزوج أو الزوجة”. فلنعد التوازن، ولنتذكّر أن أعمارنا الرقمية لا يجب أن تكون على حساب من نحب.
- كلمات مفتاحية | الزواج والإنترنت, الزواج والسوشيال ميديا, العالم الرقمي