الرجل المتحضر من وجهة نظر بعض المتأثرين بقشور الثقافة الغربية، هو من يترك زوجته تخرج وقتما تشاء بالملابس التي تشاءها حتى وإن اختلفت تصرفاتها واختياراتها مع معايير الشرع وعادات وتقاليد وقيم المجتمع ....

الرجولة

مسؤولية وقيم وثوابت

الرجل المتحضر من وجهة نظر بعض المتأثرين  بقشور الثقافة الغربية،  هو من يترك زوجته تخرج وقتما تشاء بالملابس التي تشاءها حتى وإن اختلفت تصرفاتها واختياراتها مع معايير الشرع  وعادات وتقاليد وقيم المجتمع .

فلكل شخص الحق في اختيار أسلوب الحياة  الخاص به  والذي يرغبه، ولكن يجب أن لا يتعارض مع حقوق الآخرين مع العلم أن أسلوب الحياة الذي قد يخالف معايير المجتمع قد يؤدي إلى مشاكل سلبية ويخترق حريات وحياة الآخرين وقد يعارض النمط الاجتماعي الذي يعيش فيه من حيث القيم والمبادئ.

والمجتمع العربي على وجه العموم  تأثر بتلك الثقافة الغربية في جانبين إحداهما إيجابي والآخر سلبي ، أما الايجابي فهو شعورنا بالحرية وعدم التدخل من قبل الآخرين الأمر الذي أدى إلى استقلال الشخص والوجه السلبي يشتمل على أنماط حياة جديدة أصبحنا نشاهدها في مجتمعنا العربي بتأثير الانفتاح على العالم  في أدق التفاصيل، وأثرت حتى في تعريف هوية ونمط حياة وشخصية الفرد.

ولعل مظاهر الثقافة الغربية في حياة الجيل الجديد تتنوع بين الملابس، قصة الشعر ولونه، طريقة الكلام والتحدث باللغة الانجليزية وأحيانا طغيانها على لغتنا الأم العربية، أو طريقة التعبير عن الشخصية والآراء، وغيرها من طرق التعبير.

غير أن البعض يعتبر هذه الظاهرة دليل على السطحية والتباهي والتأثر بشكليات الثقافة الغربية التي تؤثر على أسلوب حياتنا إيجابا وسلبا، في حين يعتبر البعض الآخر طريقة للتعبير عن شخصية الفرد وما يندرج تحتها من مظاهر.

والمصطلح الذي روجت له الحركات النسوية والذي شاعت فكرته في وسائل الإعلام يركز على إعادة توزيع الأعباء المنزلية وواجبات رعاية الأطفال وتفهم أدوار المرأة الجديدة ومظهرها المتحرر من كافة القيود، حيث لا يمثل التعري عيبا أو تجاوزا. ورفض نموذج الرجل العربي السائد أو ما يسمى بـ التقليدي الذي يشمل قرار المرأة في بيتها، أو عملها بضوابط شرعية، ومظهرها في الملبس، وسلوكها في التعامل مع الرجال وموقفها من الاختلاط بالأجانب وغير ذلك من السمات المميزة للمرأة الملتزمة بالضوابط الشرعية.

والإسلام يدعو إلى التحضر والعصرية ولكن هذا لا يعني التنصل من الدين أو الخروج على الشرع وفي السلف الصالح العديد من الأمثلة التي تضرب أروع الأمثلة في الرجل الذي تمسك بقواعد الدين الإسلامي ومع ذلك فيأتي في الطليعة من حيث الابتكار والعصرية فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يقبل بكل جديد من أفكار مبتكرة والدليل على ذلك قبوله بفكرة سلمان الفارسي بشأن حفر خندق لمنع الكفار من دخول المدينة وغيرها من الأمثلة العديدة لدى الصحابة .

و الشخص المهزوم فكريا هو الذي يمتثل لمثل تلك الدعاوي التغريبية من الخروج عن الدين والشرع تحت دعاوي التحضر والتمدين ، فالإنسان الذي يحمل إرادة قوية ومؤمن بدينه وقيمه عند اضطلاعه على قيم الآخرين أو تصادمه معهم فإنه يرفض الاستسلام لها مادامت تحمل إليه الشبهات بل لابد من المبادرة بدعوته إلى التغيير ولا حرج في أن نأخذ من الآخرين ما يحمل إلينا الفائدة ولكنه لا يخالف الشرع في روحه ومضمونه .

والإنسان المتعقل هو الذي يعي ويدرك ما حوله ولا ينبهر بتلك العالم الآخر الذي يرى فيه أنه عالم متقدم مع العلم أننا المسلمين هم الأكثر تقدما وثباتا ورسوخا في المجال الأسري والاجتماعي والتراحم والتكافل بين فئات المجتمع ، فالغرب وإن كان متقدما في شكله إلا أنه عالم متفكك وأسره منحلة ولا يحمل أدنى القيم التي يمكننا أن ننقلها إلى العالم العربي المسلم .

و فيما يتعلق بعلاقة الرجل بزوجته فالإسلام يدعو إلى المودة والتراحم والاحترام بينهما ويبدو واضحا ذلك في قولة تعالى ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ” ، أما في الأمور المادية فالرجل هوا المسئول من بين أشياء عديدة هو المسئول عنها لذا فهو يستحق القوامة ، فهو قائد السفينة الأسرية وإذا ما تخلى عن دوره التوجيهي والقيادي داخل الأسرة تعطلت السفينة وسادت الاتكالية وتحولت الأسرة المسلمة إلى أسرة أشبه بالأسر الغربية التي يخرج أبناؤها من كنفها منذ صغرهم فيفقدون قيمهم وأخلاقهم بل وقد يضلون طريق مستقبلهم .

ذات صلة
علاقة الأب بأبنائه
أكدت المفاهيم الإسلامية والتقاليد الشرعية أن علاقة الأب بأبنائه لا تقتصر على النفقة والرعاية المادية،...
المزيد »
التأخر الدراسي لدى الأطفال
يُعد التأخر الدراسي من أبرز التحديات التي تواجه الأسر في العصر الحديث، حيث يعاني بعض الأطفال من صعوبات...
المزيد »
التربية المعتدلة.. تحصين ضد الغلو والتطرف
أصبحت الحاجة الملحّة إلى تربية إسلامية متزنة تحصّن العقول من الانحرافات، وتغرس في النفوس القيم الوسط...
المزيد »
الجد وحفيده.. كيف يُبنى جسر التواصل بين الأجيال؟
سلّطت المفاهيم الإسلامية الضوء على دور الجد في حياة الأحفاد، مشجعة على علاقة قائمة على المودة والتربية...
المزيد »
دواء جديد يقلب موازين المعركة ضد سرطان الكبد
في تطور علمي لافت، كشفت دراسة حديثة عن اكتشاف علاج مبتكر لسرطان الكبد.
المزيد »
التربية المتوازنة.. ركيزة بناء الإنسان والمجتمع
التربية الإسلامية حجر الأساس في بناء الفرد والمجتمع، فهي لا تقتصر على تلقين الأحكام أو أداء الشعائر،...
المزيد »
منازل بلا روح.. بيوت تخلو من العبادة والذكر
البيت في التصوّر الإسلامي ليس مجرّد مأوى تُسدّ فيه الحاجة إلى النوم والطعام، بل هو حضن للإيمان، وبيئة...
المزيد »
تأخر الكلام.. إشارات مبكرة لتدخل "علاجي وتربوي"
تتأمل الأم في كلمات طفلها الأولى بشغف، تترقّب نطقه لاسمه أو مناداته لها بـ"ماما"، لكن ماذا لو مرّ الوقت...
المزيد »
العالم الرقمي.. حين يتسلل إلى تفاصيل الحياة الزوجية
مع انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه المنصات جزءًا يوميًا من حياة الأزواج، لكنها للأسف...
المزيد »
الضمير الرقابي
تشكل تنمية الضمير الأخلاقي الرقابي عند المسلم، أحد أعمدة التربية الإسلامية، التي لا تكتفي بالضوابط الخارجية...
المزيد »
"المهور" حقوق لا يجب المغالاة فيها
المهر في الإسلام هو المبلغ المالي الذي يدفعه الرجل للمرأة عند عقد الزواج، وهو حق للمرأة يجب على الرجل...
المزيد »
اكتشاف جيني يُمهّد لتشخيص "التأتأة" وعلاجها
في خطوة تُعدّ تحولًا كبيرًا في مجال طب الأعصاب واضطرابات النطق، أعلن باحثون من مركز فاندرلبيت الطبي بالولايات...
المزيد »
مادة مبتكرة لضمادات الجروح
نجح فريق علمي روسي من معهد بحوث علم اللمف السريري والتجريبي التابع لمعهد علم الخلايا والوراثة في سيبيريا...
المزيد »
كيف تحفظ المرأة توازنها في ساحة العمل
الاحتشام ليس مجرد قطعة قماش تُخفي الجسد، بل هو إطار أنيق للكرامة، ودرع واقٍ يحفظ للمرأة هيبتها.
المزيد »
الأب وابنته
يبرز دور الأب المسلم كحصنٍ منيع يحمي فلذة كبده من عواصف الحياة، فالابنة في الإسلام أمانةٌ عظيمة.
المزيد »

تواصل معنا

شـــــارك