بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
الجد وحفيده.. كيف يُبنى جسر التواصل بين الأجيال؟
- الأسرة المسلمة
- أحفاد

إبراهيم شعبان

الجد وحفيده.. كيف يُبنى جسر التواصل بين الأجيال؟
سلّطت المفاهيم الإسلامية الضوء على دور الجد في حياة الأحفاد، مشجعة على علاقة قائمة على المودة والتربية والنقل المتوازن للتجربة. فبرغم فارق السنوات الكبير، إلا أن الإسلام رسم إطارًا واضحًا للتواصل بين الأجيال، بما يكفل الحفاظ على الهوية الدينية والتربية السليمة.
الجد ليس فقط راويًا للتاريخ بل معلم للقيم
يُنظر إلى الجد، في الثقافة الإسلامية باعتباره مرجعًا للحكمة والتجربة. لكن الإسلام لم يحصر دوره في نقل الحكايات أو مجرد العاطفة، بل أوكل له مهمة المساهمة في غرس القيم، وتعزيز المبادئ الإسلامية في نفوس الأحفاد، انطلاقًا من قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا”.
فوارق الأجيال.. كيف يمكن تجاوزها؟
ويُعد فارق التفكير والتكنولوجيا بين الأجداد والأحفاد من أبرز التحديات التي قد تؤدي إلى فجوة تواصل. إلا أن الإسلام يدعو إلى الحكمة في التعامل مع هذا التباين، من خلال الحوار، وتجنب أسلوب الإملاء أو التوبيخ، والتقرب من الحفيد بلغة عصره مع المحافظة على ثوابت الدين.
والرسول صلى الله عليه وسلم كان نموذجًا في تعامله مع الأحفاد، حيث روى الصحابة مشاهد كثيرة من لعبه مع الحسن والحسين، واحتضانه لهما، وإظهار محبته الشديدة. وهذا الأسلوب العاطفي ليس فقط تعبيرًا عن الحب، بل وسيلة فعّالة لغرس القيم في قلوب الأطفال بدون إجبار.
تعليم المبادئ الإسلامية بالقدوة والموقف
ويمكن للجد أن يكون مصدرًا قويًا لتعليم المبادئ الدينية من خلال مواقفه اليومية، مثل أداء الصلاة، الصدق في الحديث، الدعاء، والتعامل برحمة مع الآخرين. فالحفيد يتأثر بما يرى أكثر مما يسمع، وهنا تتجلى أهمية القدوة في ترسيخ التعاليم الإسلامية.
ومن مهام الجد أن يعرّف الحفيد على جذوره، وتاريخ أسرته، والبطولات والمواقف التي عاشها. وهذا يربط الطفل بالهوية ويجعله أكثر وعيًا بأصله، وهو ما يتوافق مع توجه الإسلام في الحفاظ على صلة الرحم وتقدير النَسَب.
والإسلام يدعو إلى النصح بلين، لا بالتوبيخ أو الانتقاد الدائم، خاصة في العلاقة مع الأحفاد. فالعنف اللفظي أو الإصرار على مقارنة الحفيد بجيله السابق قد يولد العناد أو النفور. ولذلك يُستحب أن يراعي الجد نفسية الطفل وظروف عصره عند التوجيه.
التعاون بين الجد والوالدين يُكمل التربية
ولا يغني دور الجد عن الوالدين، لكنّه داعم ومكمل. فحين يتعاون الجميع في إطار تربوي إسلامي، يصبح الطفل محاطًا بمزيج من الخبرة والحداثة والحنان، مما يرسخ القيم الدينية والأخلاقية في نفسه بشكل طبيعي ومتوازن.
- كلمات مفتاحية | أحفاد, الأجداد, الجد والجدة, الجد والحفيد, تواصل الأجيال