بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

البيت المكروه في الإسلام
البيت في الإسلام ليس مجرد جدران وأثاث، بل هو مدرسة للإيمان، ومأوى للسكينة، ومركز لصناعة أجيال صالحة تنهض بالمجتمع. لكن حين يغيب ذكر الله عن البيت، ويحل محله اللهو المحرّم، وتنقطع الصلة بالعبادات والقيم، يتحول البيت من نعمة إلى نقمة، ومن مأوى للطمأنينة إلى بؤرة للغفلة والتنافر.
وقد حذّر النبي صلي الله عليه وسلم، من البيوت التي لا يُذكر فيها اسم الله، وشبّهها بالقبور، لما فيها من موتٍ روحي، وبُعد عن النور والهداية.
“البيت المكروه” في الإسلام
البيت المكروه، هو البيت الذي يغيب فيه ذكر الله تعالى، وتُهمل فيه الفرائض، وتُشيع فيه المنكرات، فلا صلاة تُقام، ولا قرآن يُتلى، ولا خلق يُراعى.
قال رسول الله ﷺ:”مثلُ البيتِ الذي يُذكرُ اللهُ فيه والبيتِ الذي لا يُذكرُ اللهُ فيه مثلُ الحيِّ والميتِ”. رواه مسلم. فبيت لا يُذكر فيه الله، يُعد ميتًا من حيث الروح، حتى لو كان فخمًا مليئًا بالمظاهر.
صفات البيت المكروه
غياب الصلاة والعبادة: حيث لا تُقام الصلاة جماعة، ولا يهتم الأهل بتعليمها للأبناء.
انتشار المعاصي والمنكرات: كتشغيل الأغاني الهابطة، أو متابعة القنوات التي تروّج للفسق والفجور.
كثرة الخصام وسوء الخُلق: فتعلو الأصوات، وتكثر الشتائم، ويُهان الضعيف، ويُظلم القريب.
غياب تلاوة القرآن وذكر الله: فلا تُفتح المصاحف، ولا تُسمع الأذكار، ولا يُذكر اسم الله إلا نادرًا.
تفكك الروابط الأسرية: حيث ينعدم الحوار البنّاء، وتُهمل التربية، ويغيب التراحم والتفاهم.
آثار البيت المكروه
نفور الملائكة وحضور الشياطين: فالبيت الذي تغيب عنه الطاعة يُستبدل بحضور الشياطين.
اضطراب الأحوال النفسية والمعيشية: مثل القلق، التوتر، ضيق الصدر، وكثرة المشكلات بين أفراد الأسرة.
فساد الأبناء: ينشأ الأبناء بلا قيم، معرضين للانحراف، ويعتادون الغفلة والمعصية.
حرمان البركة: في الوقت، والرزق، والعافية، إذ البركة لا تحل إلا في بيتٍ يرضى عنه الله.
البيت في الإسلام ليس مكانًا للنوم والأكل فقط، بل هو محراب عبادة، وقلعة إيمان، ومصنع تربية. فإن حُفَّ بالذكر والطاعة، سعد أهله، ونزلت عليه السكينة، وحفّت به الملائكة. أما إن خُلي من ذكر الله، وعُمر بالمعصية والغفلة، ضاعت بركته، وسادت فيه الهموم والمشكلات.
فاحرص أيها المسلم، أن يكون بيتك من البيوت التي يُذكر فيها اسم الله، ويُقام فيها أمره، وتُصان فيها القلوب والأبصار، لتفوز بالسعادة في الدنيا والآخرة.
- كلمات مفتاحية | البيت, البيت المكروه في الإسلام, الشياطين, المعصية, الملائكة, فساد الأبناء