اكتشاف جيني يُمهّد لتشخيص “التأتأة” وعلاجها

Picture of إبراهيم شعبان

إبراهيم شعبان

رجاء إعداد سيرة مهنية مختصرة لوضعها مع مقالات الكاتب
في خطوة تُعدّ تحولًا كبيرًا في مجال طب الأعصاب واضطرابات النطق، أعلن باحثون من مركز فاندرلبيت الطبي بالولايات المتحدة عن كشف علمي جديد....

اكتشاف جيني يُمهّد لتشخيص “التأتأة” وعلاجها

في خطوة تُعدّ تحولًا كبيرًا في مجال طب الأعصاب واضطرابات النطق، أعلن باحثون من مركز فاندرلبيت الطبي بالولايات المتحدة عن كشف علمي جديد يحدد الأساس الجيني لاضطراب التأتأة، مما قد يمكّن الأطباء من تشخيص الحالات مبكرًا وتقديم تدخلات علاجية دقيقة قبل تفاقم الأعراض.

نتائج منشورة في دورية عالمية

ونُشرت نتائج الدراسة  في دورية Nature Genetics، حيث أوضح الباحثون أن التأتأة اضطراب عصبي بيولوجي، وليس مجرد خلل نفسي أو نتيجة لأساليب تربية غير سليمة كما كان يُعتقد سابقًا.

ما هي التأتأة؟ ومن هم الأكثر عرضة؟

التأتأة هي اضطراب في الطلاقة الكلامية، يتمثل في تكرار الأصوات أو الكلمات، أو إطالة الأصوات أو توقف الكلام بشكل مفاجئ. وتبدأ غالبًا في مرحلة الطفولة بين سن الثانية والخامسة، وتختفي عند كثير من الأطفال، لكنها قد تستمر حتى البلوغ لدى آخرين.

ويُقدّر عدد المصابين بالتأتأة بأكثر من 400  مليون شخص حول العالم، مع تفوق واضح في الانتشار بين الذكور بمعدل 4 إلى 1 مقارنة بالإناث.

تحليل وراثي واسع يكشف البصمة الجينية

واعتمدت الدراسة على تحليل الحمض النووي لأكثر من مليون شخص، وأسفر التحليل عن تطوير ما يُعرف بـمقياس الخطر متعدد الجينات (Polygenic Risk Score)، الذي يُستخدم للتنبؤ بإصابة الطفل بالتأتأة قبل ظهور الأعراض.

وحدّد العلماء 57  موقعًا جينيًا موزعًا على 48  جينًا مرتبطًا بالتأتأة، مؤكدين أن الاضطراب يتصل بمسارات عصبية محددة في الدماغ، لا بعوامل نفسية كما كان يُعتقد.

وكشفت الدراسة أن الجينات المرتبطة بالتأتأة تختلف بين الذكور والإناث، حيث برز الجين VRK2 لدى الذكور، مما قد يفسّر سبب ارتفاع معدلات الشفاء الذاتي عند الإناث مقارنة بالذكور.

وشددت نتائج الدراسة، أن التأتأة ليست خللًا في الشخصية أو دليلًا على ضعف الذكاء، بل هي اضطراب عصبي جيني يتطلب تفهّمًا ودعمًا نفسيًا واجتماعيًا، لا سخرية أو تمييزًا.

ويرى الباحثون أن، هذه النتائج تفتح الباب لتطوير علاجات دوائية أو جينية مستقبلية، خاصة للحالات المقاومة للعلاج التقليدي. كما أن هذا الفهم الموسع قد يسهم في تعميق المعرفة بوظائف اللغة والذاكرة والدماغ.

ذات صلة
علاقة الأب بأبنائه
أكدت المفاهيم الإسلامية والتقاليد الشرعية أن علاقة الأب بأبنائه لا تقتصر على النفقة والرعاية المادية،...
المزيد »
التأخر الدراسي لدى الأطفال
يُعد التأخر الدراسي من أبرز التحديات التي تواجه الأسر في العصر الحديث، حيث يعاني بعض الأطفال من صعوبات...
المزيد »
التربية المعتدلة.. تحصين ضد الغلو والتطرف
أصبحت الحاجة الملحّة إلى تربية إسلامية متزنة تحصّن العقول من الانحرافات، وتغرس في النفوس القيم الوسط...
المزيد »
الجد وحفيده.. كيف يُبنى جسر التواصل بين الأجيال؟
سلّطت المفاهيم الإسلامية الضوء على دور الجد في حياة الأحفاد، مشجعة على علاقة قائمة على المودة والتربية...
المزيد »
دواء جديد يقلب موازين المعركة ضد سرطان الكبد
في تطور علمي لافت، كشفت دراسة حديثة عن اكتشاف علاج مبتكر لسرطان الكبد.
المزيد »
التربية المتوازنة.. ركيزة بناء الإنسان والمجتمع
التربية الإسلامية حجر الأساس في بناء الفرد والمجتمع، فهي لا تقتصر على تلقين الأحكام أو أداء الشعائر،...
المزيد »
منازل بلا روح.. بيوت تخلو من العبادة والذكر
البيت في التصوّر الإسلامي ليس مجرّد مأوى تُسدّ فيه الحاجة إلى النوم والطعام، بل هو حضن للإيمان، وبيئة...
المزيد »
تأخر الكلام.. إشارات مبكرة لتدخل "علاجي وتربوي"
تتأمل الأم في كلمات طفلها الأولى بشغف، تترقّب نطقه لاسمه أو مناداته لها بـ"ماما"، لكن ماذا لو مرّ الوقت...
المزيد »
العالم الرقمي.. حين يتسلل إلى تفاصيل الحياة الزوجية
مع انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه المنصات جزءًا يوميًا من حياة الأزواج، لكنها للأسف...
المزيد »
الضمير الرقابي
تشكل تنمية الضمير الأخلاقي الرقابي عند المسلم، أحد أعمدة التربية الإسلامية، التي لا تكتفي بالضوابط الخارجية...
المزيد »
"المهور" حقوق لا يجب المغالاة فيها
المهر في الإسلام هو المبلغ المالي الذي يدفعه الرجل للمرأة عند عقد الزواج، وهو حق للمرأة يجب على الرجل...
المزيد »
اكتشاف جيني يُمهّد لتشخيص "التأتأة" وعلاجها
في خطوة تُعدّ تحولًا كبيرًا في مجال طب الأعصاب واضطرابات النطق، أعلن باحثون من مركز فاندرلبيت الطبي بالولايات...
المزيد »
مادة مبتكرة لضمادات الجروح
نجح فريق علمي روسي من معهد بحوث علم اللمف السريري والتجريبي التابع لمعهد علم الخلايا والوراثة في سيبيريا...
المزيد »
كيف تحفظ المرأة توازنها في ساحة العمل
الاحتشام ليس مجرد قطعة قماش تُخفي الجسد، بل هو إطار أنيق للكرامة، ودرع واقٍ يحفظ للمرأة هيبتها.
المزيد »
الأب وابنته
يبرز دور الأب المسلم كحصنٍ منيع يحمي فلذة كبده من عواصف الحياة، فالابنة في الإسلام أمانةٌ عظيمة.
المزيد »

تواصل معنا

شـــــارك