بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

يحيى بن معين.. إمام الجرح والتعديل
في سطور التاريخ الإسلامي، يبرز اسم يحيى بن معين كأحد أبرز أئمة الجرح والتعديل، وأحد الروّاد المؤسسين لعلم نقد الرجال في الحديث الشريف. وُلد سنة 158 هـ وتوفي سنة 233 هـ، وعُرف بعلمه الغزير، وصدقه، ودقته البالغة في تمييز الثقات من الضعفاء، حتى صار مرجعًا يُعتمد عليه في تقييم رواة الحديث.
يُعدّ يحيى بن معين من الطبقة العليا في علماء الحديث، وكان معاصرًا للإمام أحمد بن حنبل، ورافقه في طلب العلم. وقد رحل في البلاد، وجالس كبار المحدثين، حتى صار إمامًا لا يُجارى في علم الرجال والعلل. حيث قال عنه الإمام أحمد: “أعلمنا بيحيى بن معين، ما رأيت أعلم منه بأخبار الناس”.
إسهاماته في علم الجرح والتعديل
تميّز يحيى بن معين بدقة النظر، والعدل في الحكم على الرواة، فقد كان لا يحابي أحدًا في قول الحق، ولو كان صديقه أو قريبه. وقد سجّل تلاميذه عنه آلاف الأسماء التي حكم عليها توثيقًا أو جرحًا، وكان يُدوّن ذلك بعناية. ومن أقواله المشهورة: “إذا سكتنا عن الكذابين ضاع الدين”.
مؤلفاته
رغم أن كثيرًا من كتبه فُقدت، إلا أن ما وصلنا يُظهر قيمة مشروعه العلمي، ومن أشهر آثاره:
“التاريخ”: ويُعرف أحيانًا بـ “تاريخ يحيى بن معين”، وقد جُمعت رواياته فيه عن الرواة ومروياته عنهم، وكتب جمعها العلماء لاحقًا من روايات تلاميذه عنه، مثل ما جمعه أبو زكريا ابن محرز، وعبد الغني الأزدي.
كان يحيى بن معين علمًا من أعلام السنة، حفظ الله به كثيرًا من الحديث الصحيح، وميز به الزائف من الروايات. وقد توفي في بغداد سنة 233 هـ، وترك أثرًا خالدًا في أحد أدق علوم الإسلام وأخطرها، وهو علم الحديث ورجاله.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | أعلام السنة, الحديث الشريف, علم الرجال, يحيى بن معين