بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

ومن النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ
سبب نزول قوله تعالى:"ومن النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ"
الآية الكريمة، تتناول وصفًا دقيقًا لحال بعض الناس الذين لا يعبدون الله إلا مع اقتران العبادة بالخير ووالسعة في الرزق، أما إذا أصابتهم مصائب أو ابتلاءات انقلبوا عن دينهم وضعف إيمانهم.
سبب نزول الآية
ذكر المفسرون أن هذه الآية، نزلت في بعض الأعراب الذين كانوا يقدمون إلى المدينة مهاجرين إلى رسول الله ﷺ. وكان حالهم أنهم إذا وجدوا صحةً في أجسادهم، وزيادةً في أموالهم، وولادة غلامٍ لنسائهم، ونتاجًا حسنًا لدوابهم، شعروا بالرضا والطمأنينة، وقالوا: “ما أصبت منذ دخلت في ديني هذا إلا خيرًا”.
أما إذا أصابهم مرض أو تعب المدينة، أو ولدت نساؤهم جارية بدلًا من غلام، أو تعرضت أموالهم للتلف، أصابهم الشيطان بالوسوسة وقال لهم: “ما أصبت منذ كنت على دينك هذا إلا شرًا”، فيرتدون عن الإسلام.
وعن أبي سعيد الخدري: جاء رجل يهودي أسلم ثم أصابه فقدٌ في بصره وماله وولده، فشعر بالتشاؤم من الإسلام وقال للنبي ﷺ: “أقلني” أي أرجعني عن إسلامي. فقال له النبي ﷺ: “إن الإسلام لا يُقال”، فرد اليهودي بأنه لم يرَ خيرًا منذ دخوله الإسلام، فقال له النبي ﷺ: “يا يهودي، إن الإسلام يصهر الرجال كما تصهر النار خبث الحديد والفضة والذهب”، ثم نزلت الآية: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ”.
تفسير الآية:
عَلَى حَرْفٍ: أي على طرف أو حافة، كمن يقف على حافة جبل، فإن وجد ما يسره ثبت، وإن أصابه ما يكرهه انقلب وسقط، وهذا التشبيه يوضح حال من يعبد الله بشرط، فإذا أصابه خير ونعمة اطمأن ورضي، أما إذا أصابته محنة أو ضيق، فإن قلبه يضعف وينصرف عن الدين.
وتبرز الآية، أهمية الثبات على الدين والصبر عند البلاء، وتكشف عن خطر الضعف في الإيمان الذي يتأثر بالظروف. فالابتلاء هو اختبار للقلوب، والإسلام هو طريق يحتاج إلى يقين راسخ وليس إلى ارتباط مشروط بالمصالح الدنيوية.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | أسباب النزول, أسباب نزول القرآن الكريم, الخير والسعادة, القرآن الكريم, المدينة, بعض الأعراب, تدبر القرآن