بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
وشاح النبوة.. عندما تكون اللحية عنوانا للهيبة والوقار

وشاح النبوة.. عندما تكون اللحية عنوانا للهيبة والوقار
ليست مجرد شعيراتٍ تنساب على الصدر، إنها إكليل الوقار، وإطار الهيبة، وشعار الأنبياء. لحيته صلى الله عليه وسلم لم تكن تفصيلاً جسديًّا عابرًا، بل كانت علامةً فارقةً في ملامح الرحمة المهداة، ترويها كتب السيرة بأنها كانت كثّة كأنها إكليل من نور، تتدفّق بياضًا واعتدالاً، فإذا رآها الواقف عرف أنه أمام مَلكٍ من ملوك القلوب، لا من ملوك الأرض.
كانت لحيته الكريمة صلى الله عليه وسلم كالحديقة المعطاءة، كلّما اقتربتَ منها شممتَ عبيرَ الأخلاق، وكلّما تأملتَها رأيتَ انعكاسَ التواضع في طلّتها. لم تكن للزينة فحسب، بل كانت مدرسةً في الوقار، فما حفّها شيبٌ إلا شهادةٌ على ليالٍ من الدعاء والتفكر، وما لمسها يدٌ إلا وخرجتْ بالبركة. حتى قال الصحابة: “كنا نعرفُ قدمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظلام إذا مرّ بنا من طيب رائحتها”، فكيف بلحيته التي كانت تاجًا على صدره، تُذكّر كلّ من رآها بأن النور لا يحتاج إلى إطار؟
ومن خلال الأحاديث الشريفة والتفسيرات التي وردت عن الصحابة، يمكننا التأكد من أن لحية النبي صلى الله عليه وسلم كانت كثة وكبيرة.
وفي حديث البراء بن عازب، يصف النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً مربوعاً عريض ما بين المنكبين كث اللحية” . رواه النسائي وصححه الألباني.
وفي حديث آخر عن يزيد الفارسي، قال: “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم… قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحره” رواه أحمد والترمذي في الشمائل، وحسنه الألباني.
تفاصيل حول كثافة لحية النبي صلى الله عليه وسلم
وقد أوضحت هذه الأحاديث أن لحية النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن فقط كثة، بل كانت تمتد بشكل مميز حيث تغطي صدره تقريبًا. كما ذكر القاضي عياض في “الشفا” أن النبي صلى الله عليه وسلم كان “أزهر اللون”، ويتميز بلحية كثة تملأ صدره.
بينما قال ابن الجوزي في “كشف المشكل” أن اللحية الكثة تعني المجتمعة، في حين أشار ابن حجر إلى أن اللحية كانت ذات كثافة واستدارة، لكنها لم تكن طويلة.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في وصفه الكامل نموذجًا للأكمل في صفاته، حتى في تفاصيل لحياته التي كانت تبرز كأحد السمات المميزة لشخصيته الطاهرة.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | أخلاق الرسول, النبي محمد, شمائل الرسول, صفات الرسول, لحية الرسول