بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

لقمةٌ تسقط.. لماذا أمرنا النبي بمسحها وأكلها؟
كنز من الحكمة النبويةٌ يحمِلُ في طياتِه دروسًا عن الشكر والنظافة
بين أقدامِ الساهين، قد تَسقطُ لقمةُ الخبزِ وحيدةً.. تتدحرجُ كدمعةٍ على الأرض، وكأنها تهمسُ بأسرارٍ نسيها العالم، لكنَّ يدَ المؤمنِ تَرفقُ بها، تمسحُ عنها غبارَ الإهمال، وتُعيدُ إليها طَهرَها، ثم تَرفعُها إلى الفمِ وكأنها جوهرةٌ ثمينة، لكنها في الواقع ليست مجرد “لقمة ساقطة”، بل سُنَّةٌ نبويةٌ عظيمة تَحمِلُ في طياتِها دروسًا عن الشكر، والنظافة، واحترام النعمة.
من السنن النبوية المهجورة في عصرنا، والتي يغفل عنها كثير من الناس، مسح اللقمة إذا سقطت على الأرض وتنظيفها ثم أكلها، بدلاً من رميها، وهو ما جاء في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ. حيث روى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:”إذا سقطت لقمةُ أحدِكم فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة.”
فوائد هذه السنة النبوية:-
البركة في الطعام
حفظ النعمة وشكرها، بإكرام الطعام وعدم رميه ما يعكس احترام النعمة التي أنعم الله بها علينا، ويمنع التبذير الذي نهى عنه الإسلام.
وتحصيل البركة في الطعام، فالنبي ﷺ أخبرنا أن البركة قد تكون في الجزء المتبقي من الطعام أو حتى في اللقمة التي تسقط، لذلك أكلها بعد تنظيفها يحقق هذه البركة. وعدم إعطاء الشيطان فرصة في طعامنا، فالحديث الشريف يوضح أن ترك اللقمة الساقطة دون أكلها يجعلها من نصيب الشيطان، والمسلم مأمور بمجاهدة الشيطان في كل أموره.
وتعويد النفس على التواضع وعدم الكبر، فبعض الناس قد يتجنبون هذه السنة بسبب الخجل أو مراعاة للعادات الاجتماعية، لكن اتباعها يدل على التواضع والحرص على سنة النبي ﷺ.
كيف نطبق هذه السنة؟
إذا سقطت اللقمة على الأرض، نزيل عنها الأذى المرئي مثل الغبار أو أي أوساخ يمكن تنظيفها، وإذا كانت نظيفة أو يمكن مسحها بسهولة، نأكلها مباشرة دون تردد، وإن كان المكان متسخًا جدًا ولا يمكن تنظيف اللقمة، فلا حرج في تركها، فالإسلام دين يسر.
وتُعتبر هذه السنة مهجورة، بسبب انتشار ثقافة الترف والتبذير، وعدم الاهتمام بحفظ النعمة.
وبعض العادات الاجتماعية التي تجعل البعض يشعر بالحرج من تطبيقها. وقلة المعرفة بها، إذ يجهل كثير من المسلمين هذا الحديث النبوي.
فإحياء هذه السنة النبوية يعكس حب المسلم لاتباع هدي النبي ﷺ، ويحقق البركة في الطعام، ويحمي من الإسراف. فلنحرص على تطبيقها ونشرها بين الناس، لعلها تكون سببًا في حفظ النعمة وزيادتها.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | آداب الطعام, السنة النبوية, تطبيق السنة, سقوط لقمة على الأرض, سنن النبي, سنن مهجورة