بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

كثرة الدعاء في السجود
الدعاء، أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد ورد في الحديث الشريف: “الدعاء هو العبادة”، رواه الترمذي وأبو داود.
ويُعتبر الدعاء وسيلة لطلب خيري الدنيا والآخرة من الله تعالى، ويعبر عن افتقار العبد لله وخضوعه وتذلله. وفي الحديث عن أبي هريرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لم يسأل الله غضب الله عليه”، رواه الترمذي، ما يبين أهمية الدعاء وضرورة التوجه إلى الله بالسؤال والطلب.
والله تعالى يدعونا جميعًا إلى الدعاء، وقد ورد في القرآن الكريم قوله: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين”
وعلى عكس البشر الذين قد يغضبون إذا طُلب منهم شيء، فإن الله تعالى يفرح ويستجيب لمن يدعوه، بل ويعد من دعاه بالإجابة.
السجود كمكان للاستجابة
من مواطن الاستجابة في الدعاء السجود، حيث يُعتبر السجود أقرب ما يكون العبد من ربه. ومع ذلك، يلاحظ أن الكثير من الناس يسرعون في رفع رؤوسهم من السجود، وبالتالي يفوتهم فضل الدعاء في هذه اللحظة المباركة، وتعد سنة مهجورة.
وفي الحديث الشريف: “ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم”، رواه مسلم.
وفي رواية أخرى: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”، رواه مسلم أيضًا.
والدعاء في السجود يشمل طلب كل حاجة، فقد جاء في حديث أنس بن مالك: “ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله”، رواه الترمذي، ما يدل على ضرورة تكثير الدعاء وعدم الاقتصار على المسائل الكبرى فقط. يمكن أيضًا تكرار الدعاء الواحد في السجود، لأن ذلك يرفع من فرص استجابة الله تعالى.
ويجدر بالمسلم، أن يطيل سجوده وأن لا يُسرع فيه كما يفعل البعض، بل ينبغي أن يجمع بين التسبيح والثناء على الله والدعاء. ففي هذه اللحظة القريبة من الله، يستحب للمسلم أن يُكثر من الدعاء ويطلب من ربه الكريم الذي لا يرد سائلًا.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | الدعاء أثناء السجود, السجود, الصلاة, النبي محمد, سنن مهجورة