بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

فضل قراءة القرآن
أصل الدين وروحه
القرآن الكريم، أعظم الكتب السماوية وأكملها، فقد قال الله تعالى: “وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ، لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ”.
وقد حثّ الله تعالى عباده على قراءة القرآن وترتيله، كما في قوله: “وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا”، وفسر الإمام ابن كثير هذه الآية بقوله: “اقرأه على تمهل لتتمكن من فهمه وتدبره”. فقراءة القرآن عبادة عظيمة تضاعف الأجر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها” رواه الترمذي.
وتعتبر قراءة القرآن الكريم تجارة لا تبور، كما ورد في قوله تعالى:” إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ”.
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: “اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه”، رواه مسلم. كما أخبر النبي عن فضل سورتي البقرة وآل عمران بأنهما تأتيان يوم القيامة كغمامتين أو فرقان من طير صوافّ تحاجّان عن أصحابهما.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها” رواه أحمد وأصحاب السنن.
وتختلف مراتب الناس في قراءة القرآن، فمنهم الماهر الذي يكون مع السفرة الكرام البررة، ومنهم من يقرأه بصعوبة وله أجران، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها.
وقراءة القرآن ليست مقتصرة على التلاوة، بل يجب تدبّر معانيه والتفكر في حكمه، كما قال الله تعالى: “أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”، وقال ابن القيم: “التدبر هو تحديق ناظر القلب إلى معانيه، وهو المقصود بإنزاله”.
الثمار الحقيقية للتلاوة والتدبر
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن الذي يقرأ القرآن ويتدبره يشبه الأترجة طيبة الطعم والرائحة، بخلاف من يقتصر على القراءة بلا تدبر، فالثمرة الحقيقية للتلاوة هي العمل بما جاء في القرآن، ما يزيد المؤمن خشية وإيمانًا.
نسأل الله أن يرزقنا تلاوة القرآن وتدبره.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | القرآن الكريم, تدبر القرآن, فضل قرءاة القرآن الكريم