بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

عمل النبي في رعي الغنم
كان لعمل النبي صلى الله عليه وسلم في رعي الغنم منذ صغره، وقبل النبوة دروس وعبر كثيرة حيث قال:”ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم”، فقالوا: وأنت؟ قال: “نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة. رواه البخاري.
و”القراريط” هي أجرة قليلة كان يحصل عليها مقابل عمله، ما يدل على تواضعه وحرصه على العمل رغم قلة العائد، صلي الله عليه وسلم.
وفي ذلك العصر، كانت مهنة رعي الغنم شائعة في مكة والجزيرة العربية، وهي مهنة تحتاج إلى الصبر والحكمة، وكان أهل مكة يستأجرون من يرعى أغنامهم بسبب انشغالهم بالتجارة وأمور الحياة.
رعي الغنم في حياة الأنبياء
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم الوحيد الذي عمل في هذه المهنة، بل كان هذا عملًا مشتركًا بين الأنبياء، حيث تعلموا من خلالها الصبر، القيادة، والرعاية.
القيم المستفادة من رعي الغنم
منها، تعلم الصبر والتأني فرعي الغنم يتطلب الصبر على توجيهها والعناية بها، ما أعد النبي صلى الله عليه وسلم للصبر على دعوته ومواجهة أعباء الرسالة. كما ان التعامل مع الغنم التي تحتاج إلى قيادة وحماية، وهو ما علّم النبي صلى الله عليه وسلم مهارات القيادة وتحمل المسؤولية تجاه الضعفاء.
علاوة على قيمة التواضع والعمل الشريف، فرعي الغنم عمل بسيط قد ينظر إليه البعض بدونية، لكن النبي صلى الله عليه وسلم مارسه بكل شرف، مما يعزز قيمة التواضع والعمل الشريف. اضافة إلى أن مهنة الرعي تغرس في النفس الرحمة بالضعفاء، وهي من الصفات الأساسية للنبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الناس. والتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، فرعي الغنم يتطلب توكلاً على الله لرزق العشب والماء للغنم، وهذا يُرسخ الإيمان بأن الرزق بيد الله، مع ضرورة العمل والاجتهاد.
وعليه، فرعي النبي صلى الله عليه وسلم للغنم قبل بعثه بالرسالة كان تجربة مميزة في حياته قبل البعثة، مليئة بالدروس والعبر التي شكلت شخصيته القيادية والرحيمة، وعلينا جميعا أن نستلهم من هذه التجربة قيمة العمل الشريف، الصبر، التواضع، والرحمة، وأن ندرك أن أعظم الشخصيات في التاريخ بدأت من البساطة والاجتهاد.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | المدينة المنورة, النبي محمد, رعي الغنم, مكة, يثرب