بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

عبد الله بن مسعود.. صاحب السواك والوسادة والنعلين
كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من أوائل من دخلوا الإسلام، ويُقال إنه سادس من أسلم على يد النبي ، نشأ فقيرًا، وكان يعمل في رعي الغنم، لكن قلبه تعلق بالإيمان من اللحظة الأولى التي سمع فيها آيات الوحي، فصار من المقربين إلى النبي الكريم.
مكانة ابن مسعود
عرف عبد الله بن مسعود بلقب صاحب السواك والوساد والنعلين، إذ كان يتولى خدمة النبي صلى الله عليه وسلم بشكل دائم، فيناوله نعليه وسواكه، ويجهز له فراشه. وكان النبي يحبه حبًا شديدًا، حتى قال فيه:”من أحب أن يقرأ القرآن غضًا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد”، وهو لقب ابن مسعود نسبةً إلى أمه.
أول من جهر بالقرآن في مكة
في موقف من أشجع المواقف في صدر الإسلام، قرر عبد الله بن مسعود أن يجهر بآيات القرآن أمام قريش، متحديًا بطشهم. فقرأ من سورة الرحمن في وسط الكعبة، فانهال عليه المشركون ضربًا حتى أُدمِي وجهه، لكنه واصل القراءة بثبات. وكان هذا الموقف علامة فارقة في الدعوة العلنية.
وكان ابن مسعود من كبار علماء الصحابة، وأكثرهم فهمًا للقرآن، وكان لا يتجاوز عشر آيات حتى يفهم معناها ويعمل بها. وقد أثنى عليه الخليفة عمر بن الخطاب بقوله:”كنيفٌ مليء علمًا”.، أي وعاء مملوء بالعلم، كما كانت له بصمة كبيرة في الفتوى والقضاء، وهو أول من تولى القضاء بالكوفة في زمن عمر، وكان مرجعًا فقهيًا لأهل العراق.
مناقبه في حفظ السنة
روى عبد الله بن مسعود العديد من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها قوله:”لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”،، وهو حديث مشهور يعكس اهتمامه بنقل السنن المتعلقة بالقلب والنية والسلوك.
ورغم علمه ومكانته، كان عبد الله بن مسعود زاهدًا في الدنيا، بسيطًا في ملبسه ومطعمه، لا يحب الشهرة ولا التباهي. وكان يقول:”يا أيها الناس، من علم منكم شيئًا فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم”.
توفي عبد الله بن مسعود في زمن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وترك إرثًا علميًا ضخمًا في التفسير والحديث.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | ابن أم عبد, السواك, النعلين, الوسادة, صحابة الرسول, عبد الله ابن مسعود