بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

شبهات المستشرقين حول النبوة
كيف ردّ الإسلام على اتهامات التلقين والطموح السياسي؟
لا تزال شبهات المستشرقين حول نبوة النبي صلى الله عليه وسلم تتهاوى أمام أدلة القرآن وسيرة النبي الثابتة، مما يؤكد أن رسالته كانت وحيًا إلهيًّا لا تشوبهُ شائبة. فمن يدرس تاريخ الإسلام بإنصافٍ يجد أن هذه الادعاءات لم تكن سوى أصداءَ لجهلٍ أو تعصّبٍ، بينما بقي إعجاز القرآن وأخلاق الرسول أعظمَ برهانٍ على صدق النبوة.
سعى المستشرقون، منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا، إلى التشكيك في العديد من جوانب الدين الإسلامي، ومن بينها النبوة، وذلك من خلال إثارة شبهات تهدف إلى تقليل مصداقية النبي محمد صلي الله عليه وسلم، والطعن في رسالته.
شبهة أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان “مُلقّنًا” من آخرين
أحد الشبهات التي أثارها بعض المستشرقين هو أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن رسولًا من الله، بل كان “مُلْقَنًا” من قبل بعض الأشخاص أو الحضارات التي سبقته. وقد زعم بعضهم أنه تأثر بالديانات السابقة مثل اليهودية والمسيحية، وأخذ منهما أفكارًا وأحكامًا.
وقد رد الإسلام على هذه الشبهة بالعديد من الأدلة. أولًا، إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد تأثر بتلك الحضارات، لماذا لم تكن رسالته تتوافق تمامًا مع التوراة أو الإنجيل؟ بل نجد أن القرآن يقرّ بحقائق القرآن الكريم ويدحض العديد من المفاهيم والتشوهات التي طرأت على الديانات السابقة. كما أن القرآن الكريم نزل بلغة العرب ووفقًا لأسلوبهم، وهو لا يكتفي بتكرار ما جاء في الكتب السابقة، بل يأتي بما هو جديد ومختلف، ويجيب على العديد من الأسئلة العقائدية.
شبهة أن النبي محمد كان يسعى إلى السلطة أو المصلحة الشخصية
ويدّعي بعض المستشرقين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يسعى إلى السلطة والنفوذ السياسي عن طريق ادعائه النبوة، وأنه استخدم الدين لتحقيق مصالحه الشخصية.
والرد على هذه الشبهة يأتي من خلال تحليل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. فقد عاش النبي معظم حياته في مكة دون أن يكون له أي منصب أو مكانة سياسية، بل كان يعاني من الاضطهاد. وعندما هاجر إلى المدينة، لم يكن يملك السلطة، بل كان عليه إدارة مجتمع جديد ضمن ظروف صعبة. والأهم من ذلك هو أنه في جميع مراحل حياته، كان تركيزه الأساسي على الرسالة التي جاء بها، التي كانت تدعو إلى التوحيد والعدالة والرحمة، ولم يكن له أي دافع شخصي للاستفادة من منصب أو شهرة.
مزاعم توهم الوحي بسبب مرض نفسي
وقد زعم بعض المستشرقين أن النبي محمد كان يعاني من مرض نفسي أو حالة نفسية تجعله يعتقد أنه يتلقى وحيًا من الله، خاصة في فترات الوحي الأولى، ويذكرون على سبيل المثال “الصرع” أو “الهلوسة”.
وقد رد القرآن الكريم على هذا الادعاء في قوله تعالى:
“وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ” وهذا الرد القرآني يؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في حالة عقلية سليمة تمامًا. كما أن الوحي لم يكن يحدث في جميع الأوقات، بل كان يأتي في أوقات معينة، وكان يمر بمراحل واضحة تظهرها النصوص القرآنية والحديثية. كذلك، فإن الوحي جاء بما يفوق قدرة البشر، ولم يكن يعتمد على أوهام أو خيالات.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | توهم الوحي, حب السلطة, شبهات, شبهات أحاطت بالإسلام, شبهات حول النبي, ملقنا