بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

“سكرت أبصارنا”
في قوله تعالى:”لقالوا إنما سكرت أبصارنا”، تشير هذه الآية القرآنية الكريمة من كتاب الله تعالى إلى عناد الكفار وتكذيبهم بالآيات المعجزة، حتى لو رأوا تلك الآيات بأنفسهم.
وكلمة “سكرت أبصارنا”،تعني أن أبصارهم قد أُغلقت أو تعطلت عن الرؤية الصحيحة، ويمكن أن يُفهم معنى “سكرت” على أنها “سدّت أو حيرت” أي إن أبصارهم قد منعت من رؤية الحقيقة، أو أنهم اعتقدوا أن ما يرونه ليس حقيقيًا بسبب اضطرابهم أو تشوشهم.
وهناك قراءة أخرى بالتخفيف “سُكرت” تشير إلى أن أبصارهم أصابها اضطراب أو تشويش.
وتشير الآية الكريمة، أن هؤلاء القوم يزعمون أنهم مسحورون، وأن ما يرونه مجرد خيال أو تأثير من السحر وليس واقعًا حقيقيًا. حيث كانوا يقولون إن المعجزات التي يرونها قد حدثت بفعل السحر، وهو ما كانوا يدّعونه عند مواجهة آيات واضحة ودلائل لا تقبل الشك.
وقد أرادوا من خلال قولهم سكرت أبصارنا الادعاء بأن أبصارهم قد سُدَّت بالسِّحر فيقولون: تتخايل لأبصارنا غير ما نرى ﴿ بل نحن قوم مسحورون ﴾ سحرنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فلا نبصر.
وفي تفسير البغوي “معالم التنزيل”: ﴿ لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ ﴾، سدت، ﴿ أَبْصَرْنا ﴾، قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ. وَقَالَ الْحَسَنُ: سُحِرَتْ، وَقَالَ قَتَادَةُ أُخِذَتْ، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: عَمِيَتْ. وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ «سُكِرَتْ» بِالتَّخْفِيفِ، أَيْ: حُبِسَتْ وَمُنِعَتِ النَّظَرَ كَمَا يُسْكَرُ النَّهْرُ لِحَبْسِ الْمَاءِ، ﴿ بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ﴾، أَيْ: عُمِلَ فِينَا السِّحْرُ فَسَحَرَنَا محمد.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | أساليب الدعوة, الإسلام, الإسلام ،رد الظلم, الدعوة, السلام, معالم التنزيل, وقفة حساب