بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
سبب نزول قوله تعالى:”يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ”

سبب نزول قوله تعالى:”يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ”
أمر بعدم الانصياع لضغوط الكافرين والمنافقين
تُعد سورة الأحزاب من السور المدنية، التي تناولت العديد من الأحكام الشرعية والاجتماعية المهمة في حياة المسلمين، كما تناولت مواقف سياسية ودينية تتعلق بالدعوة الإسلامية في المدينة.
وتفتتح السورة بآية موجهة مباشرة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تأمره بالتقوى وتحذره من طاعة الكافرين والمنافقين. فما سبب نزول هذه الآية؟ ومتى نزلت؟ وما الملابسات التي أحاطت بها؟
تحذير للنبي من طاعة الكافرين والمنافقين
افتتحت سورة الأحزاب بقوله تعالى:”يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ”، وهي آية تحمل توجيهًا ربانيًا للنبي، بالتزام التقوى، وعدم الانصياع لضغوط الكافرين أو نفاق المنافقين، في الوقت الذي كانت فيه الدعوة الإسلامية تواجه تحديات داخلية وخارجية في المدينة.
وهناك ثلاث روايات في سبب النزول كالتالي:
الرواية الأولى: تعامل النبي مع يهود المدينة ومنافقيهم، حيث تروي بعض المصادر أن هذه الآية نزلت عندما كان النبي صلي الله عليه وسلم، يتمنى إسلام يهود المدينة، مثل بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع.
وقد أظهر بعضهم الإسلام وأبطنوا الكفر، فكان النبي يكرمهم ويستمع إليهم، ويأمل في هدايتهم. فنزلت الآية تأمره بعدم طاعة هؤلاء الكافرين والمنافقين، وعدم المبالغة في تليين المواقف معهم.
الرواية الثانية: مساومة مشركي قريش للرسول بعد غزوة أحد، حيث تشير رواية أخرى إلى أن أبا سفيان، وعكرمة بن أبي جهل، وعمرو بن السلمي، قدموا إلى المدينة بعد غزوة أحد، وقد منحهم النبي صلى الله عليه وسلم الأمان كي يتحدثوا إليه.
وعرضوا عليه أن يذكر آلهتهم، اللات والعزى ومناة، بخير، ويقرّ لها بالشفاعة والنفع لمن عبدها، مقابل أن يكفّوا عنه دعوته، فرفض النبي صلي الله عليه وسلم، هذا العرض، وطلب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الإذن بقتلهم، لكن الرسول رفض لأنه قد أعطاهم الأمان، ثم أمر بإخراجهم من المدينة. فنزلت الآية لتؤكد للنبي على ضرورة الثبات وعدم طاعة الكافرين.
الرواية الثالثة: وقيل إنها نزلت بسبب مساومات أهل مكة وتهديدات المنافقين، حيث ورد أن أهل مكة دعوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى العودة إليهم وترك دعوته، مقابل أن يمنحوه شطر أموالهم، ويزوجوه ابنة شيبة بن ربيعة. في الوقت ذاته، هدد منافقو المدينة النبي بالقتل إن لم يعد إلى مكة ويتخلى عن دعوته.
فنزلت الآية لتحسم الموقف، وتؤكد على ضرورة الالتزام بتقوى الله، وعدم الانصياع لأي ضغط سواء من الكافرين أو المنافقين.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | آيات القرآن الكريم, أسباب النزول, أسباب نزول القرآن الكريم, سورة الأحزاب