بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اليمين وحكمه وأركانه في الإسلام
اليمين هو قسم بالله يُعقد على أمرٍ معين، ويُعدّ من الألفاظ ذات الدلالة الدينية العميقة في الشريعة الإسلامية. ويمثل اليمين جزءًا من أدوات التعبير عن الجدية والصدق في المعاملات اليومية بين الناس، فهو يربط النية البشرية بالقوة الإلهية العظمى.
مفهوم اليمين في الإسلام
اليمين في اللغة هو القسم أو الحلف بالله تعالى، ويُعتبر وسيلة لتوثيق التصريحات أو العهود بهدف التأكيد على صحتها وصدقها. في الإسلام، فاليمين هو قسم بالله على فعل شيء أو الامتناع عنه. وقد يكون اليمين في كثير من الأحيان أداة لإظهار الجدية في القول أو الفعل، وقد يتم اللجوء إليه في حالات تتطلب التحقيق أو التأكيد.
حكم اليمين في الإسلام
اليمين في الإسلام له حكمٌ شرعي واضح، وينقسم إلى عدة أنواع تختلف باختلاف السياق:
اليمين المكروه: يكون هذا النوع عندما يقسم الشخص بالله على أمر غير ضروري أو عند استخدامه في مواقف لا تستدعي الحلف. كحلف الشخص بكثرة على أمرٍ ما في أحاديثه اليومية، وهذا يعتبر مكروهًا.
اليمين الحرام: يكون عندما يقسم الشخص بالله على فعل شيء محرم أو في أمرٍ خاطئ. كأن يقسم على قتل نفس أو ارتكاب جريمة، أو قسم على الكذب. وهذا النوع محرم في الإسلام ويُعتبر إثمًا.
اليمين الجائزة: هو اليمين الذي يكون في مواقف تستدعي التأكيد أو التوثيق، مثل حلف الشخص لتأكيد أمر صحيح أو لتوثيق عقد. وهذا النوع جائز ولا بأس به طالما أنه في سياق مناسب.
اليمين المستحبة: هي التي تكون في إطار الدعاء أو الوعود الصادقة التي قد تقوي من عزيمة المسلم وتثبّت يقينه. مثل أن يقسم المسلم بالله أن يفعل شيء يرضي الله أو أن يلتزم بمبادئ الإسلام.
أركان اليمين
لليمين في الإسلام أركان أساسية يجب أن تكون واضحة ومتوافقة مع القواعد الشرعية، وهي كالتالي:
المُقْسِم: الشخص الذي يقوم بالقسم، ويجب أن يكون عاقلًا وبالغًا، لأن الصغير أو المجنون لا يؤخذ قسمهم في الاعتبار شرعًا.
المُقْسَم به: هو اسم الله تعالى أو أسماؤه الحسنى أو أي قسم بالله عز وجل. فالقسم يكون دائمًا بالله أو بأسمائه وصفاته، ولا يجوز أن يُقسم بغير الله سبحانه وتعالى.
المُقْسَم عليه: هو الشيء الذي يقسم عليه الشخص، مثل أن يقول الشخص “والله سأفعل كذا”، فيكون ما يقسم عليه هو الفعل أو الامتناع عن فعل معين.
النية: يجب أن تكون هناك نية صادقة في اليمين، ويجب أن يكون القسم قائمًا على صدق القلب، فلا يجوز أن يحلف الشخص على أمر يعلم أنه غير صادق فيه.
وفي حال حنث المسلم في اليمين أو حلف بغير قصد صادق أو كذب في قسمه، فإن عليه كفارة اليمين. وقد بيّن النبي ﷺ الكفارة في الحديث الشريف حيث قال:” من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه”. رواه مسلم
فاليمين في الإسلام، هو أداة تأكيد وتوثيق تُستخدم في حالات معينة، ويجب أن يكون مبنيًا على الصدق والنية السليمة. كما أن له أركانه الخاصة التي يجب مراعاتها، وللإسلام آداب وشروط معينة لاستخدام اليمين بشكل صحيح. ويجب على المسلم أن يحرص على عدم اللجوء إلى الحلف بالله إلا عند الحاجة، وأن يتجنب الحلف الكاذب أو اليمين في أمور غير ضرورية.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | أركان اليمين, القسم, اليمين في الإسلام, كفارة اليمين