بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

الوجودية والعدمية.. صدام فكري مع غاية الخلق
الوجودية والعدمية من أبرز التيارات الفلسفية الغربية التي أثارت جدلًا واسعًا، نظرًا لما تحمله من أفكار تتعارض مع الرسالات السماوية، وعلى رأسها الإسلام.
وتركز الوجودية على فكرة أن الإنسان هو من يصنع معناه بنفسه، وأنه لا يوجد هدف أو غاية مفروضة عليه من خارج ذاته. أما العدمية، فتذهب إلى ما هو أبعد، بإنكار أي قيمة أو معنى للحياة من الأساس.
الإسلام يؤكد الغاية ويحدد المسؤولية
في المقابل، يؤكد الإسلام بوضوح أن للحياة غاية عظيمة، وهي عبادة الله وإعمار الأرض، كما في قوله تعالى:”وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”. الذاريات: 56.
فالإنسان في الرؤية الإسلامية مخلوق مسؤول، ومكلف، وله حرية إرادة لكنها محدودة بضوابط شرعية وأخلاقية، تضمن له السعادة في الدنيا والآخرة.
الحرية المطلقة في الوجودية
وتطرح الوجودية مفهوم “الحرية المطلقة”، معتبرة أن الإنسان يجب أن يتحرر من كل القيم والقيود، لكن الإسلام يفصل بين الحرية الحقيقية والتحلل، فالحرية في الإسلام تعني التحرر من عبودية الخلق لا من الضوابط الإلهية، وتقوم على المسؤولية والمحاسبة.
العدمية طريق إلى الاكتئاب والانهيار
والفكر العدمي لا يعترف بأي غاية أو قيمة في الحياة، ما يؤدي إلى اليأس، واللامبالاة، وغياب الدافع نحو العمل أو الإصلاح. وقد بيّنت الدراسات النفسية أن انتشار العدمية يرتبط بارتفاع معدلات الاكتئاب والانتحار.
أما الإسلام، فيغرس في النفس الأمل، والصبر، وحسن الظن بالله، ويُشعر الإنسان أن لحياته معنى حتى في أحلك الظروف، كما قال تعالى:”إن مع العسر يسرا”.
التصادم الجذري مع العقيدة الإسلامية
كل من الوجودية والعدمية تصطدم جذريًا مع أسس العقيدة الإسلامية، من حيث:
إنكار وجود الخالق أو تجاهله.
رفض الغاية والتكليف.
تجاهل البعث والحساب.
فصل الأخلاق عن الدين.
وبذلك، فإن تبني هذه الفلسفات يؤدي إلى هدم منظومة القيم التي يقوم عليها الإسلام، ويُشوّه نظرة الإنسان لذاته وعلاقته بالوجود. بينما تدعو مقاصد الشريعة إلى الاستقامة والبناء والإصلاح، لا العبث أو التمرد على الفطرة. وتؤمن بأن لكل شيء غاية، ولكل فعل حساب، مما يجعل الإنسان في موقع المسؤول لا الهارب، والمُصلح لا اللامبالي.
وعليه.. في حين تُغرق الوجودية والعدمية الإنسان في القلق الوجودي والتيه الأخلاقي، يقدّم الإسلام رؤية شاملة متزنة تُعيد للإنسان كرامته، ومعناه، ومسؤوليته.
فهو ليس كائنًا تائهًا في فراغ، بل خليفة في الأرض، مكرّم عند الله، ومسؤول عن اختياره ومصيره.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | العدمية, الوجودية, تيار الوجودية, تيارات فكرية, تيارات فكرية اصطدمت بالإسلام