بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اللسان.. أمانة الله بين فكي الإنسان
بقى اللسان ذلك البحر الصغير الذي تختبئ في أعماقه كنوز الأخلاق أو حطام القيم. إنه الجسر بين القلوب، والترجمان للأفئدة. فليحفظ كل منا لسانه كما يحفظ كنوزه، وليذكر دائمًا أن الكلمة الطيبة شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، كما أن الكلمة الخبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، فماذا نزرع اليوم بألسنتنا؟ أزهارًا تبهج النفوس، أم أشواكًا تؤلم القلوب؟ الجواب بين شفتيك.
ويعد حفظ اللسان، من أجمل الأخلاق التي حث الإسلام على التحلي بها، وهو من أهم وسائل تقوى الله والابتعاد عن الكبائر.
وفي الإسلام، يعتبر اللسان نعمة من نعم الله يجب على المسلم أن يستخدمها في الخير فقط، وأن يبتعد عن كل ما يضر به وبالآخرين.
أهمية حفظ اللسان في الإسلام
اللسان هو الوسيلة التي يعبر بها الإنسان عن نفسه وأفكاره، وهو أداة قوية قد تكون سببًا في بناء العلاقات أو تهديمها، وقد يكون سببًا في جلب الأجر أو جلب العقاب. لذلك، يجب على المسلم أن يحفظ لسانه من كل قول محرم.
آيات قرآنية وأحاديث نبوية عن حفظ اللسان
في القرآن الكريم:
قال الله تعالى في سورة الحجرات:
“وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا”، وهذه دعوة صريحة للكلام الطيب والتعامل بالحسنى مع الناس.
وفي الحديث الشريف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”من صمت نجا”، رواه الترمذي. وهذا الحديث يدل على أن السكوت عن الكلام الفارغ أو المحرم يقي الشخص من الوقوع في الأخطاء.
وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم:”من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه” رواه الترمذي. وهذا يُشجع على التزام الصمت في الأمور التي لا تُفيد الإنسان ولا تهمه.
وعدم حفظ اللسان، قد يوقع الإنسان في العديد من المعاصي مثل:
الغيبة: وهي ذكر الإنسان بما يكره في غيابه.
النميمة: نقل الكلام بين الناس لإفساد العلاقات.
الكذب: وهو القول على غير الحقيقة.
السباب: التلفظ بالكلمات القبيحة أو الإهانة.
التشهير: تشويه سمعة الآخرين.
ولحفظ اللسان والابتعاد عن الوقوع في هذه المحرمات، يمكن اتباع خطوات عدة في مقدمتها، التفكر قبل الكلام: يجب على المسلم أن يُفكر في كلامه قبل أن ينطقه، والابتعاد عن الأماكن التي تثير الفتن: مثل المجالس التي تنتشر فيها الغيبة والنميمة. والصمت عن كل ما لا يعود بفائدة: السكوت عن الحديث الذي لا يفيد أو يضر يُعتبر عبادة، وقول الخير فقط: المسلم مطالب بأن يقول الخير أو يصمت إذا لم يكن لديه شيء مفيد ليقوله.
فحفظ اللسان هو جزء من التقوى، وهو علامة من علامات الخلق الإسلامي الحسن، من خلاله يمكن للإنسان أن يحقق رضا الله، ويجنب نفسه وزملاءه الكثير من المشكلات.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | الأخلاق الحسنة, الأخلاق الحميدة, السباب, الكلام الطيب, اللعن, حفظ اللسان