بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

العز بن عبد السلام
أحد أشهر العلماء في تاريخ الاسلام، وُلِد العز بن عبد السلام في دمشق عام 577 هـ، في أسرة فقيرة، حيث كان يعين والده في الأعمال الشاقة مثل إصلاح الطرق وحمل الأمتعة.
وبعد وفاة والده، عمل في نظافة المسجد وحراسة نعال المصلين، وكان يحلم بالالتحاق بحلقات العلم التي كانت تعقد في المسجد، لم يُسمح له في البداية بالمشاركة، لكن بفضل رحمة أحد الشيوخ، الفخر ابن عساكر، بدأ رحلته العلمية من خلال تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن.
وتحت إشراف الشيخ ابن عساكر، بدأ العز في تعلم علوم القرآن والحديث والفقة، وأصبح متقنًا للقراءة والكتابة والخط. تميز بذكائه الحاد وحفظه السريع، وهو ما جعل شيخه يشيد به ويمنحه الفرصة للانضمام إلى حلقة الفقه الشافعي.
ولاحقًا، تفرغ لدراسة الفقه والحديث وعلم الكلام، مما جعله يصبح أحد كبار العلماء في المذهب الشافعي.
وبعد وفاة الخطيب الدولعي، عُين العز بن عبد السلام إمامًا وخطيبًا للجامع الأموي في دمشق، واشترط على والي دمشق أن يُطلق يده في الإصلاحات، فوافق. حيث كان العز يُعرف بقوته في قول الحق دون خوف من العواقب، وكان لا يسكت عن خطأ، وواجه العديد من المضايقات بسبب مواقفه الصريحة، لكنه كان يراها جزءًا من رسالته كعالم.
شجاع في مواجهة الظلم
كان العز بن عبد السلام، معروفًا بشجاعته في التصدي للباطل، ومواقفه الثابتة في مواجهة الظلم. وأشهر مواقفه كانت ضد الملك الصالح إسماعيل الأيوبي، عندما تحالف مع الصليبيين. فقد أفتى العز بعدم جواز بيع السلاح للصليبيين، كما قطع الدعاء للملك في خطبته. ونتيجة لذلك، أمر الملك بإبعاده عن الخطابة، لكن العز لم يتراجع عن مواقفه.
وفي عام 639 هـ، انتقل العز إلى مصر بعد أن تعرض لمضايقات في دمشق. استقبله سلطان مصر نجم الدين أيوب وأكرمه، وعينه قاضيًا في مصر. وكان في مصر أحد أبرز العلماء الذين نهضوا بالعلم الشرعي وأصبح مرجعية في العديد من المسائل الفقهية. وأحد أشهر مواقفه في مصر كان مع المماليك، حين أفتى بعدم جواز بيعهم لبيت مال المسلمين لأنهم كانوا في حكم العبيد. رفض الملك الصالح التدخل في قضايا القضاء، وهو ما أثار غضب المماليك، لكن العز تمسك برأيه ورفض التراجع. وفي النهاية، اضطر المماليك إلى تحرير العبيد بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية.
سلطان العلماء
وتوفي العز بن عبد السلام في التاسع من جمادى الأولى عام 660 هـ عن عمر يناهز 83 عامًا. دفن في مقبرة القرافة في القاهرة، وشهد جنازته العديد من العلماء والمجاهدين، من بينهم ملك مصر والشام الظاهر بيبرس.
لقب العز بن عبد السلام، بـ “سلطان العلماء”، ترك وراءه إرثًا علميًا ضخمًا ومواقف مشرفة في الدفاع عن الحق، ما جعله أحد أبرز العلماء في تاريخ الأمة الإسلامية.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | الأمة الإسلامية, السلف الصالح, العز بن عبد السلام, سلطان العلماء