بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

الطمع يدفع الإنسان نحو ارتكاب المعاصي
حذر الإسلام من الطمع ومن تأثيره على النفس ودفع الإنسان للمعاصي والضلال، وقد ورد ذلك في كثير من آيات القرآن الكريم، مثل قول الله تعالى:” يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان”.حيث يحذر الله الناس من تجاوز حدوده بالتهافت على المحرمات، داعيًا إلى الاكتفاء بالطيبات التي أحلها لعباده.
و الطمع الذي يدفع الإنسان للسير في طريق الشيطان يؤدي به إلى الخبائث والضلال، فالشيطان يعد الإنسان بالفقر ويدعوه إلى المعاصي، بينما الله يعد بالمغفرة والفضل لمن يبتعد عن هذا الطريق.
ومنها كذلك قوله تعالى:” ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن”، فالطمع والتمني لما خص الله به الآخرين يؤدي إلى استهلاك طاقة الإنسان في غير فائدة، ويصرفه عن شكر النعم التي منحها الله له.
والأفضل أن يسأل المؤمن الله من فضله بدلًا من النظر إلى ما عند الآخرين، فالله يعلم بحكمة أين يضع رزقه وفضله.
ومن هذه الآيات، قوله تعالى:”ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى”، حيث يدعو القرآن الكريم المؤمنين إلى غض البصر عن فتنة الدنيا وزينتها، التي قد تكون سببًا في الصد عن طاعة الله.
وما عند الله من الثواب والرزق هو الخير الحقيقي الذي يبقى ويدوم، مقارنة بزينة الدنيا الزئل، فالتطلع إلى متاع الدنيا يصرف القلب عن العمل الصالح والتقرب إلى الله.
قيمة الرزق الإلهي
فما يرزق الله به المؤمنين من الإيمان والسعادة في الدنيا، والثواب في الآخرة، هو الرزق الحقيقي. فالإيمان بالله يمنح الطمأنينة، والعمل الصالح يورث الجنان، مما يجعل التطلع إلى زينة الدنيا أمرًا لا قيمة له أمام هذه النعم العظيمة. كما أن كثير من آيات القرآن تحذر من الطمع وتدعو إلى القناعة والتوكل على الله، فالرزق الحقيقي يكمن في الإيمان والعمل الصالح، وليس في زينة الدنيا الزائلة.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | أخلاق المؤمنين, الأخلاق الحسنة, الطمع, الطمع وعلاجه في الاسلام, القناعة