بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

الصلاة جالسًا.. رحمة ربانية لأصحاب الأعذار
بين التيسير والتشديد.. كيف نظر الفقهاء لصلاة الجالس على الكرسي
يلجأ كثير من المصلين إلى أداء الصلاة جلوسًا على كرسي بسبب المرض أو الكبر، ما يثير تساؤلات حول صحة الصلاة وشروطها في هذه الحالة، ويؤكد العلماء أن الدين يسر، لكن ضمن ضوابط شرعية دقيقة، يجب على كل مسلم الالتزام بها.
الاجتهاد مطلوب في استقامة الصفوف
وشددت الفتاوى الشرعية على أهمية أن يبذل المصلي جالسًا على الكرسي جهده للحفاظ على استقامة الصف وانسجامه مع باقي المصلين. ويستند ذلك إلى قوله تعالى: “فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ” ، ما يعني أن المسلم مأمور ببذل أقصى جهده في تطبيق تعاليم الدين، بحسب استطاعته.
وإذا لم يتمكن المصلي من ضبط وضع كرسيه بما لا يُخلّ باستقامة الصف، فإنه يُعذر شرعًا، ولا حرج عليه، انطلاقًا من قاعدة “لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا”
متى تكون الصلاة على الكرسي باطلة؟
أكدت فتاوى موثوقة، أن الشخص الذي يصلي على الكرسي، إذا كان قادرًا على الجلوس أو السجود وامتنع عن ذلك عمدًا، فإن صلاته تكون باطلة، لأنه بذلك يترك ركنًا أساسيًا من أركان الصلاة دون عذر. وتستند هذه المسألة إلى آراء المذاهب الفقهية المختلفة، التي أجمعت على أن السجود والركوع من الأركان التي لا تسقط إلا عند العجز التام، وأن الصلاة لا تصح إلا بأداء أركانها لمن كان قادرًا عليها، فالركوع والسجود لا يُعفي منهما إلا من عجز عنهما حقيقةً، لا ظنًا أو تكاسلًا. وبالتالي، فإن من صلى على كرسي دون عذر طبي أو بدني حقيقي، وترك السجود أو الجلوس مع القدرة عليه، تكون صلاته غير صحيحة.
وعليه.. صلاة الجالس على الكرسي جائزة بشرط تعذر القيام أو السجود، مع ضرورة بذل الجهد لضبط الصفوف واحترام الأركان الأساسية للصلاة. فالإسلام دين يسر، لكنه لا يسقط الفرائض إلا بعذر بيّن. ولذا، ينبغي لكل مصلٍ التأكد من قدرته، والحرص على أداء صلاته على الوجه الصحيح حتى تُقبل وتثمر.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | أركان الصلاة, الخشوع في الصلاة, الصلاة, الصلاة الوسطى, الصلاة جالسا