بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

الشريعة الإسلامية.. منظومة ربانية خالدة
يثير بعض المستشرقين، شبهات حول مدى صلاحية الشريعة الإسلامية للتطبيق في العصر الحديث، زاعمين أنها لا تواكب تطورات العصر. إلا أن نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية ومقاصد الشريعة تؤكد عكس ذلك، وتثبت أنها شريعة ربانية مرنة صالحة لكل زمان ومكان.
والشريعة الإسلامية، تقوم على حفظ الضروريات الخمس: الدين، النفس، العقل، العرض، والمال. وقد قال الله تعالى:”وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.
في إشارة إلى أن الرسالة الخاتمة جاءت شاملة ورحمةً للناس في كل العصور.
كما قال سبحانه:”اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا”، وهو نص صريح في كمال الشريعة وعدم حاجتها لنسخ أو إلغاء.
الرد على دعوى الجمود
الشريعة تميز بين الثابت والمتغير. فالثوابت لا تتغير، بينما المتغيرات تخضع لاجتهاد العلماء. وهذا ما عبّر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث :”إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر” رواه البخاري ومسلم]،
ما يدل على أن الاجتهاد مشروع ومأجور حتى مع اختلاف الزمن.
وقد قال الإمام الشاطبي: “الشريعة وضعت لمصالح العباد في المعاش والمعاد”، أي أن مرونتها قائمة على تحقيق المصلحة وفق الضوابط الشرعية.
حقوق الإنسان.. سبق إسلامي تشريعي
ويدعي البعض أن الشريعة تتعارض مع حقوق الإنسان، إلا أن القرآن جاء مقرِّرًا لهذه الحقوق منذ البداية. قال تعالى:”ولقد كرمنا بني آدم”.
وهو إعلان إلهي لكرامة الإنسان على اختلاف دينه ولونه وجنسه.
وفي الحديث الصحيح:”يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا” رواه مسلم.
ما يدل على ترسيخ مبدأ العدل والحقوق منذ فجر الإسلام.
المرأة في الشريعة الإسلامية.. تكريم وتشريع
من أبرز شبهات المستشرقين حديثهم عن المرأة. غير أن الإسلام قرر حقوقها منذ اللحظة الأولى. يقول تعالى:
“ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف”.
في مساواة واضحة في الحقوق والواجبات.
كما أقر لها حق الإرث، بقوله تعالى:”للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب”
وهو ما لم تعترف به كثير من القوانين الوضعية حتى القرن العشرين.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:”استوصوا بالنساء خيرًا” . وذلك في توجيه صريح للمجتمع المسلم بحسن معاملة المرأة ورعايتها.
الشريعة والحدود.. ضبط لا انتقام
ومن أكثر ما يُهاجم في الشريعة هو حدودها. لكن الإسلام وضع لهذه العقوبات ضوابط صارمة، وأكد على أهمية درء الحدود بالشبهات. قال النبي صلى الله عليه وسلم:”ادرؤوا الحدود بالشبهات ما استطعتم”. أي أن الأصل في الشريعة هو الرحمة، والحد لا يُطبق إلا مع ثبوت قاطع.
الشريعة.. صلاحية خالدة ودعوة للعقل والمنطق
ختامًا، فإن الشبهات التي يرددها المستشرقون حول عدم صلاحية الشريعة الإسلامية للتطبيق في العصر الحديث تفتقر للعلم والموضوعية. والشريعة ببنيتها التشريعية وأدلتها القطعية واجتهاداتها المتجددة، صالحة لكل زمان ومكان، لأنها من عند الله، العليم الخبير.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | الدين والشريعة, الشريعة الإسلامية, شبهات حول الشريعة الإسلامية, صلاحية الشريعة, مفهوم الشريعة