بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

الخوارق أفعال يظهرها الله لحكمة
تأييد أو تكريم أو ابتلاء واختبار أو إهانة وإذلال
في حياة الإنسان اليومية، اعتاد أن يرى الكون يسير وفق قوانين ثابتة لا تتغير، مثل طلوع الشمس وغروبها، وحركة الرياح والماء، واحتراق النار لكل ما يلامسها. هذه القوانين التي وضعها الله عز وجل لتنظيم الكون وتسيير حياة البشر، هي التي تجلب الاستقرار والاتساق في الحياة. ولكن، تأتي أحيانًا لحظات استثنائية تتجاوز فيها الأحداث هذه القوانين الطبيعية، فتظهر أمور خارقة للعادة تتحدى ما اعتدنا عليه.
هذه الخوارق ليست محض صدفة أو حظ، بل هي أفعال مقصودة من الله سبحانه وتعالى، يظهرها لحكمة عظيمة قد تكون لتأييد نبيه، أو تكريم ولي من أوليائه، أو ابتلاءً واختبارًا للفاسقين والكافرين. فحين نرى نارًا لا تحرق، أو عصا تتحول إلى حية، أو رجلًا يمشي على الماء، ندرك أن هذه ليست أحداثًا عادية، بل خوارق للعادات أراد الله أن تكون علامة على قدرته المطلقة، وحكمته في تدبير الأمور.
وتشتمل خوارق العادات التي تشمل أمور ستة، أولها الإرهاصات، وهي أمور خارقة تجري للأنبياء في طفولتهم تمهيدًا لنبوتهم. تظهر هذه الإرهاصات للدلالة على أن هذا الطفل سيصبح نبيًا. من الأمثلة على ذلك ولادة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ساجدًا، وزيادة اللبن عند من أرضعته. كما أن نبي الله عيسى -عليه السلام- ولد بلا أب، وتكلم في المهد. ونبي الله موسى -عليه السلام- نجا من النار وهو رضيع. هذه الأحداث تسبق الرسالة.
واشهر أنواع الخوارق، المعجزات، وهي خوارق للعادات يجريها الله على يد الأنبياء لتأكيد صدقهم وتحدي من يعارضهم. من أمثلة المعجزات القرآن الكريم، وهو معجزة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وإحياء الموتى للنبي عيسى -عليه السلام-، وتحول عصا موسى إلى ثعبان.
ومن خوارق العادات الكرامة: هي خوارق تجري على يد أولياء الله الصالحين كدليل على إيمانهم وتقواهم. الكرامة ليست في يد صاحبها بل هي بإرادة الله. الولي هو من يخشى الله في كل أحواله، ويؤمن بالله ويعمل الصالحات، أي خروج عن هذه الصفة أو ادعاء كرامة دون تقوى هو انحراف عن الطريق المستقيم.
والبعض يعد السحر أيضا من خوارق العادات باعتبار الصور اللت تبدو للرائي، غير أنه في الحقيقة تخييل وفق قول الله تعالي “سحروا أعين الناس واسترهبوهم”
والذين عدوه من خوارق العادات عرفوه بأنه، هو خرق للعادات يجريه الله على يد رجل فاسق لتضليله. يعتمد الساحر على عزائم وطلاسم وبعض الكلمات غير المفهومة، مستعينًا بالشياطين لتحقيق ما يرغب فيه. السحر خروج عن الدين لأن الساحر يشرك الجن في عبادته لله.
ومن الخوارق أيضا، الاستدراج: هو خرق للعادات يحدثه الله على يد رجل فاسق كتضليل له. يحدث الاستدراج عندما يتمادى الإنسان في المعاصي بينما يظن أنه منعم عليه. الله يمهل الظالمين ويمنحهم حتى إذا أخذهم لم يفلتهم.
وأخيرا الإهانة: هي خرق للعادات يحدث عكس مقصود الشخص الفاسق لإذلاله. مثال ذلك مسيلمة الكذاب الذي كان يدعي أنه نبي، وكان إذا تفل في عين شخص مريض تعمى الأخرى. كان هذا الأمر يجري ليُهينه الله أمام من اتبعه.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | الإهانة, الاستدراج, السحر, الكرامة, المعجزات, خوارق العادات, طلاسم, لحظات استثنائية