بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

الخطاب الديني ومكانة المرأة في الحياة العامة
لطالما شكّل الخطاب الديني أحد العوامل المؤثرة في تشكيل الوعي الجمعي تجاه قضايا المرأة، خاصة ما يتعلق بدورها ومشاركتها في الحياة العامة.
وبينما تشهد المجتمعات الإسلامية تطورات متسارعة في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، يبقى السؤال مطروحًا: هل يواكب الخطاب الديني هذه التحولات، ويعيد قراءة النصوص بما يعزز مكانة المرأة؟
الخطاب الديني.. بين الثابت والمتغير
الخطاب الديني ليس هو النص الديني ذاته، بل هو الفهم البشري للنصوص، ولذلك فهو قابل للتجديد والتطوير.
ففي الوقت الذي تكرّس فيه بعض الخطابات الدينية نظرة تقليدية تحاصر دور المرأة في الأدوار الأسرية فقط، هناك خطابات أخرى تستند إلى القرآن والسنة الصحيحة لإبراز التمكين المشروع للمرأة في مختلف مجالات الحياة.
نماذج من مشاركة المرأة في صدر الإسلام
المرأة في الإسلام لم تكن حبيسة الجدران، بل مارست أدوارًا عامة متعددة:
السيدة خديجة بنت خويلد: كانت تاجرة ناجحة، وأول من آمن برسالة النبي ﷺ.
الشِّفاء بنت عبد الله: كانت من الكاتبات المعلمات، وولّاها عمر بن الخطاب الحسبة في السوق.
نسيبة بنت كعب: شاركت في القتال والدفاع عن النبي في غزوة أحد.
وهذه النماذج تؤكد أن مشاركة المرأة في الحياة العامة ليست دخيلة على الإسلام، بل هي جزء من تاريخه الأصيل.
والسؤال أين المشكلة؟
في معظم الحالات، لا تكمن الإشكالية في النصوص الدينية نفسها، بل في الخطابات التأويلية التي اجتزأت السياقات أو قيدت المطلق وأغفلت التوازن بين النص والمصلحةـ ةحيث تم استخدام بعض الآيات خارج سياقها لتبرير تهميش المرأة، وأسقطت العادات القبلية أو المجتمعية على الأحكام الشرعية. وتجاهلت بعض الخطابات المتشددة مقاصد الشريعة ومبادئ العدل والتكريم.
وهكذا.. وبين النص والتأويل، تتحدد ملامح مكانة المرأة في الحياة العامة داخل المجتمعات الإسلامية. والواجب اليوم هو التمييز بين الإسلام كدينٍ أنصف المرأة، والخطاب الديني الذي قد يُقصيها بتفسيرات بشرية قابلة للمراجعة.
فحينما يكون الخطاب الديني متوازنًا، مستنيرًا، قائمًا على الفهم العميق للنصوص والمقاصد، فإن المرأة تصبح عنصرًا أصيلًا في بناء المجتمع، لا عنصرًا هامشيًا فيه.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | أساليب الدعوة, الخطاب الديني, الدعوة, المرأة, مكانة المرأة