بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

الجزية نظام اقتصادي قائم على التعايش العادل
في الوقت الذي تتهم فيه بعض الأصوات نظامَ الجزية في الإسلام بأنه ‘ضريبة إذلال لغير المسلمين، تكشف الوقائع التاريخية والنصوص الشرعية قصةً مختلفة تمامًا، فهل كانت الجزية حقًا أداةً للقمع، أم نظامًا متقدمًا للعدالة الاجتماعية والتكافل بين أفراد الدولة الواحدة؟
فمن بين الشبهات التي تثار دوما ضد الاسلام “موضوع الجزية” والزعم أنها إهانة لأهل الذمة، لكن الحقيقة أن الجزية في الإسلام هي مبلغ مالي يدفعه أهل الذمة مقابل الحماية التي توفرها لهم الدولة الإسلامية، والاستفادة من خدماتها الأمنية والقضائية والمرافق العامة.
وقد شُرعت وفق نظام عادل يضمن التعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين داخل الدولة.
الجزية ليست ظلماً ولا إهانة
ويدّعي البعض، أن الجزية تُعد إهانة لأهل الذمة، لكن الواقع يؤكد عكس ذلك، فهي ليست عقوبة أو وسيلة إذلال، وإنما هي مساهمة مالية مقابل الإعفاء من الخدمة العسكرية وحماية أرواحهم وأموالهم ومعتقداتهم.
وقد كان أهل الذمة يشهدون بعدل الحكم الإسلامي، كما نقل البلاذري في “فتوح البلدان” عن أهل حمص قولهم عندما انسحب المسلمون وردوا إليهم الجزية: “لولايتكم وعدلكم أحب إلينا مما كنا فيه من الظلم”.
وتشبه الجزية الضرائب التي تفرضها الدول الحديثة على مواطنيها مقابل الخدمات العامة، وهي أقل تكلفة من الزكاة التي يدفعها المسلمون. فالزكاة تبلغ 2.5% من الثروة، بينما كانت الجزية مبلغًا يسيرًا سنويًا، ولم تفرض على النساء أو الأطفال أو الفقراء.
وإذا شارك أهل الذمة في الدفاع عن الدولة الإسلامية، تسقط عنهم الجزية، كما حدث مع أهل الحيرة الذين نصّت معاهدتهم على أن الجزية تُدفع فقط إن قامت الدولة بحمايتهم.
وأكدت مصادر تاريخية عدة، مثل “الخراج” لأبي يوسف و”تاريخ الطبري”، أن الجزية لم تكن ظلمًا، بل عقدًا يحفظ حقوق غير المسلمين.
والجزية في الإسلام ليست قمعًا أو ظلماً، بل هي نظام اقتصادي قائم على التعايش العادل، يكفل حماية غير المسلمين في الدولة الإسلامية مع احترام معتقداتهم وحرياتهم.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | أهل الذمة, الجزية في الإسلام, شبهات حول الجزية, نظام الجزية