بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
الإسرائيليات.. كيف تنبه المسلمون مبكرا إلى مخاطرها؟

الإسرائيليات.. كيف تنبه المسلمون مبكرا إلى مخاطرها؟
من المعروف أن الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب لتحقيق توحيده وعبادته، وقد أرسل كل رسول بكتاب ورسالة تتضمن أصولًا مشتركة في العقائد، الفضائل، والأخلاق.
وقد بيّن القرآن الكريم أن هذه الأصول لا تتغير باختلاف الزمان أو الرسالات، فقال سبحانه: “شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه”.
أما تفصيلات الشرائع العملية، فقد تختلف من دين لآخر بحسب الزمان والمكان. ولذلك، قال سبحانه: “لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا”.
وهذه الشرائع السماوية السابقة قد طواها الزمن، فلم يبقَ منها سوى التوراة والإنجيل، رغم تحريفهما. لكن القرآن، بحفظ الله له، جاء مُصدِّقًا لما قبله، ومهيمنًا عليه، ليبين الحق من الباطل.
تأثير الإسرائيليات في الحديث النبوي
وكانت علاقة المسلمين بأهل الكتاب، وخاصة اليهود والنصارى، سببًا في انتقال العديد من الأخبار عنهم إلى المسلمين، وهو ما يُعرف بـ “الإسرائيليات”. هذه الأخبار، التي نقلها بعض الصحابة، كانت تهدف إلى توضيح ما أجمله القرآن في قصصه، مع إذن نبوي بالتحديث عن بني إسرائيل.
ومع مرور الوقت، توسع البعض في رواية هذه الأخبار، ما أدخل بين المسلمين العديد من الأباطيل والخرافات التي نسبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد تعددت الأنباء حول تأثير الإسرائيليات في تفسير القرآن، حتى أن البعض اتخذها مادة لشرح النصوص القرآنية، ومع ذلك كانت هذه الأخبار تحمل خطرًا على عقائد المسلمين، إذ تضمنت تشبيهًا لله تعالى بما لا يليق، وتنافى مع عصمة الأنبياء، ما جعلها تشوه صورة الإسلام في بعض المناطق والروايات.
وقد دخلت الإسرائيليات إلى الحديث النبوي من خلال فئات محددة، أولها الزنادقة الذين دخلوا في الإسلام بدوافع خبيثة للطعن فيه، وثانيها القصاص الذين روّجوا لهذه الأخبار لجذب الناس إليهم. وهؤلاء وجدوا في أساطير أهل الكتاب مادة خصبة لأغراضهم. ولكن لم يخفَ هذا الأمر على العلماء والمحدثين، الذين كشفوا زيف هذه الأخبار وبينوا كذبها من خلال نقدها وتحليل مروياتها.
ومع مرور الوقت، استخدم بعض المستشرقين هذه الإسرائيليات للطعن في علماء الإسلام وأئمته. على سبيل المثال، اتهموا بعض الصحابة مثل ابن عباس بأنه كان يأخذ عن أهل الكتاب، وأثّروا بذلك على الثقة في هؤلاء العلماء.
وقد كتب جولد زيهر في كتابه “المذاهب الإسلامية في التفسير” قائلًا: “ومن بين المراجع العلمية المفضلة عند ابن عباس نجد أيضًا كعب الأحبار اليهودي، وعبد الله بن سلام”. وأضاف أحمد أمين في “فجر الإسلام”: “وقد دخل بعض هؤلاء اليهود في الإسلام، فتسرب منهم إلى المسلمين كثير من هذه الأخبار”.، لكن وبالرغم من ذلك فقد تنبه علماء المسلمين في كل العصور لهذا الخطر وكشفوا عن الاسرائيليات ومروجوها وأخبارها.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | أحاديث موضوعة, الإسرائيليات, الحديث الشريف, الحديث النبوي, الشرائع السماوية