بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
الأصوات النسائية في الدعوة ضرورة شرعية وواقعية

الأصوات النسائية في الدعوة ضرورة شرعية وواقعية
لم يعد دور الداعيات في مجتمعاتنا الإسلامية ترفاً فكرياً أو مجرد نشاط اجتماعي ثانوي، بل تحوّل إلى حاجة ملحة وضرورة عصرية في ظل تنامي التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة. ففي عصر تتقاذف فيه التيارات الفكرية والشبهات العقدية أبناء الأمة، وتتصاعد فيه حدة الهجمة على القيم الإسلامية، تبرز أهمية الصوت النسائي الهادئ الذي يستطيع الوصول إلى شرائح مجتمعية قد يعجز الرجال عن التأثير فيها، هذا بالإضافة إلى تتزايد رغبة الفتيات المسلمات الملتزمات في القيام بالدعوة إلى الله، ونشر الإسلام بين غير المسلمين، خصوصًا عبر اللغات الأجنبية، ومع تعدد وسائل الدعوة الحديثة، تبرز الحاجة إلى فهم الضوابط الشرعية التي تنظم مشاركة المرأة المسلمة في هذا المجال، بما يحفظ لها حياءها ودينها، ويحقق غايتها في إيصال رسالة الإسلام.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على الرجال والنساء
وكانت قد أكدت العديد من مؤسسات الافتاء الاسلامية، أن التزام المرأة بشرع الله واستقامتها لا يتعارض مع مشاركتها في الدعوة إلى الله، بل هو دافع لتعظيم دورها في نشر الخير، شرط الالتزام بالضوابط الشرعية. ويمكن للمرأة المسلمة أن تنشط في الدعوة في محيط النساء، أو عبر وسائل النشر الحديثة، مثل المقالات والكتب والمنشورات الإلكترونية.
وسائل آمنة للدعوة عبر الإنترنت
ومن أبرز الوسائل المتاحة للمرأة في مجال الدعوة: إنشاء صفحات دعوية على الإنترنت، أو تقديم محتوى هادف موجه للنساء، أو حتى ترجمة المواد الدعوية من العربية إلى لغات أخرى. ويُشترط في كل ذلك الحفاظ على الحياء والستر وعدم الظهور الصوتي أو المرئي أمام الرجال غير المحارم، ما دام يمكن الاستعاضة عن ذلك بالكتابة والنشر. فالمرأة المسلمة قادرة على أداء دور مؤثر في مجال الدعوة، شرط أن تلتزم بما أمرها الله به من ستر وحشمة وضوابط في التعامل. فالدعوة إلى الله شرف عظيم لا يقتصر على الرجال، ووسائل العصر الحديثة تمنح الفتاة المسلمة فرصًا عديدة لنشر الخير دون أن تخرج عن تعاليم الإسلام.
ويمكن للمرأة أن تكتب أو تسجل مواد دعوية، أو تشارك في المنتديات، أو تراسل غير المسلمين المهتمين بالإسلام، دون أن تظهر صورتها أو صوتها بطريقة تخالف الضوابط الشرعية، خاصة أن الدعوة إلى الله واجب عظيم وشرف كبير، ويمكن للمرأة الصالحة أن تسهم فيه بطرق متعددة، منها الدعوة عبر الكتابة، والنشر الإلكتروني، والتفاعل مع غير المسلمين بلغاتهم، دون أن تخرج عن حدود الشريعة. وقد فتحت الوسائل الحديثة أبوابًا واسعة لهذا العمل النبيل، بشرط الالتزام بالحشمة والضوابط الشرعية، وهو ما أكدته دار الإفتاء في ردها على السؤال المطروح.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | أساليب الدعوة, الدعوة الإسلامية, المرأة والدعوة الإسلامية, وسائل الدعوة