بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

أنواع المياه من حيث صلاحيتها للطهارة
الطهارة ركن أساسي في الإسلام، وهي شرط لصحة الصلاة وسائر العبادات، وقد اعتنى فقهاء الإسلام بتفصيل ما يُعدّ ماءً صالحًا للوضوء والغُسل، وفق نصوص القرآن الكريم والسنّة النبوية.
تعريف الماء الطهور في الشريعة
الماء الطهور، هو الماء الذي بقي على أصل خلقته ولم يخالطه شيء يغيّر طبيعته أو طهوريته، وهو الذي يجوز استعماله في الوضوء والغُسل ورفع الحدث وإزالة النجاسة.
وقد ورد قوله تعالى:
“وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ”.
وقوله “وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا” دليل واضح على أن الماء النقي النازل من السماء طهور في الأصل.
أنواع المياه
قسم الفقهاء الماء إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
الماء الطهور: وهو الماء النقي الذي لم يتغير لونه أو طعمه أو ريحه بشيء نجس. مثل: ماء المطر، ماء البحر، ماء النهر، ماء البئر، وماء الثلج والبرد. ويجوز الوضوء والغسل به بلا كراهة.
الماء الطاهر غير الطهور: وهو الماء الذي اختلط بشيء طاهر (كالورق أو الصابون)، فغيّر أحد أوصافه، لكنه لم يتنجس. ويظل طاهرًا في نفسه، لكن لا يجوز التطهر به من الحدث.
الماء النجس: وهو ما خالطته نجاسة فغيرت أحد أوصافه (اللون أو الطعم أو الرائحة). ولا يجوز التطهر به إطلاقًا، سواء كان كثيرًا أو قليلًا.
الماء المستعمل في الطهارة
وذهب جمهور العلماء، إلى أن الماء المستعمل في رفع الحدث (أي بعد الوضوء أو الغسل) يظل طاهرًا، لكنه لا يُعاد استعماله في رفع حدث آخر. أما في إزالة النجاسة أو للاستعمالات العادية، فلا حرج فيه.
الضوابط العامة لاستخدام الماء في الوضوء
التأكد من طهارة الماء قبل البدء بالوضوء.
عدم الإسراف في استخدام الماء، لقوله ﷺ:
“لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جارٍ”.
اجتناب المياه الراكدة التي قد تلوثت أو تغيرت بالنجاسات.
الطهارة في الإسلام نظام متكامل يبدأ من الماء
ويبين الفقه أن الطهارة لا تتحقق إلا بماء طهور موافق لضوابط الشريعة. ومن هنا، كان من الواجب على كل مسلم أن يتعلم أحكام المياه، ليؤدي عباداته على وجهها الصحيح، ويعيش في طهارة حسية ومعنوية، كما بينها الإسلام.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | أبواب الطهارة, الطهارة, الماء الصالح للطهارة, الماء الطهور في الشريعة, الوضوء