بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

أصحابي كالنجوم
من الأحاديث التي انتشرت بين الناس حديثٌ يُنسب إلى النبي ﷺ بلفظ: “أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم”، وفي لفظ آخر: “إنما أصحابي مثل النجوم، فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم”.
ولكن هذا الحديث لا أصل له في كتب الحديث الصحيحة، وقد قال العلماء عنه: حديث مكذوب وموضوع.
حكم العلماء على الحديث
وقال ابن حزم في كتابه “الإحكام في أصول الأحكام” “خبر مكذوب موضوع باطل لم يصح قط”.
وأشار الألباني في “السلسلة الضعيفة” إلى أنه حديث موضوع. كما ذكر ابن عبد البر في “جامع بيان العلم وفضله” أن هذا الحديث لا يُثبت.
ويعتقد البعض أن، الحديث يشير إلى أهمية اتباع أقوال الصحابة والتأكيد على معايير الهداية في اتباع آرائهم. لكن رغم انتشاره، لا يوجد دليل شرعي على صحة هذه المقولة.
وبالرجوع إلى السنة النبوية الصحيحة، الصحابة لهم مكانة عظيمة في الإسلام، ولكنهم لم يكونوا معصومين من الخطأ، ولا يمكن أن يُعطى أحدهم مكانة أعلى من الكتاب والسنة.
ورغم أن الحديث المزعوم ضعيف، إلا أن هناك حديثًا صحيحًا يتناول فضائل الصحابة ويحث على اتباع هديهم، حيث قال رسول الله ﷺ:”خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم” رواه البخاري ومسلم.
وفي هذا الحديث دعوة للتمسك بخُلق الصحابة واتباع منهجهم في العبادة والعمل الصالح، ولكنه لا يعني أن كل قول من أقوالهم يعتبر حجة شرعية يجب اتباعها في كل حال.
وخلاصة القول: فحديث “أصحابي كالنجوم” حديث ضعيف ولا يُثبت، ويجب اتخاذ السنة الصحيحة والمنهج القويم في التعامل مع أقوال الصحابة، فالصحابة لهم فضل عظيم ولكن لا يجوز رفع قول أحدهم فوق الكتاب والسنة.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | أحاديث نبوية صحيحة, الرسول محمد, النبي محمد, ليست أحاديث