قال الله تعالى: "فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ"، إن هذا الفوز العظيم لا يكون إلا لمن استعد لذلك اليوم، لمن جعل طاعته لله ورضاه هو الغاية والهدف.
الصبر هو مفتاح الفرج، وبه يرتقي المؤمن في درجات الإيمان، ويرضى بقضاء الله وقدره مهما اشتدت به المحن أو نزلت به الكرب. فالحياة الدنيا دار ابتلاء، فيها ما يُفرح ويُسعد، وفيها ما يُحزن ويُؤلم. والإنسان لا يمكن أن يعيش في هذه الدنيا دون أن يمر بتحديات واختبارات، تُختبر فيها قوة إيمانه ويُقاس فيها مدى صبره.
إنها صورة جميلة تُجسد التراحم بين المؤمنين، كالجسد الواحد الذي يشعر بألم أي جزء منه. فإذا رأيت أخاك المسلم في كربة أو شدة، فإن الرحمة تقتضي أن تهب لنجدته وتخفيف معاناته كما لو كنت أنت من يتألم.