تأخر الكلام.. إشارات مبكرة لتدخل “علاجي وتربوي”

Picture of إبراهيم شعبان

إبراهيم شعبان

رجاء إعداد سيرة مهنية مختصرة لوضعها مع مقالات الكاتب
تتأمل الأم في كلمات طفلها الأولى بشغف، تترقّب نطقه لاسمه أو مناداته لها بـ"ماما"، لكن ماذا لو مرّ الوقت دون أن ينطق هذه الحروف المنتظرة؟...
تأخر الكلام.. إشارات مبكرة لتدخل "علاجي وتربوي"

تأخر الكلام.. إشارات مبكرة لتدخل “علاجي وتربوي”

تتأمل الأم في كلمات طفلها الأولى بشغف، تترقّب نطقه لاسمه أو مناداته لها بـ”ماما”، لكن ماذا لو مرّ الوقت دون أن ينطق هذه الحروف المنتظرة؟ تأخر النطق مشكلة شائعة، لكنها غالبًا ما تُقابل بالاستخفاف أو الانتظار، رغم أن التدخل المبكر قد يصنع فارقًا حاسمًا في تطور الطفل العقلي والاجتماعي. بين الأسباب السلوكية والدينية، يُمكن للأم أن تجد طريقًا متوازنًا في مواجهة هذه المشكلة.

تأخر النطق.. متى يصبح القلق واجبًا؟

لا يعني تأخر النطق أن الطفل لا يُصدر أصواتًا أو لا “يدندن” بكلمات عشوائية، بل يعني أنه لا يستخدم مفردات مناسبة لعمره، ولا يُكوّن جملًا بسيطة، أو لا يتفاعل لفظيًا مع من حوله. وقد يصاحبه بطء في الفهم أو الاستجابة للأوامر.

علامات تأخر النطق حسب العمر
  • في عمر السنتين:
    • لا يستخدم أكثر من 25 كلمة.
    • لا يُسمي الأشياء أو يشير إلى أعضاء جسمه.
    • لا يُكوّن عبارات من كلمتين على الأقل.
  • في عمر الثلاث سنوات:
    • لا يملك مخزونًا لغويًا يزيد عن 200 كلمة.
    • لا يُكوّن جملًا مفهومة.
    • لا يُقلّد كلمات جديدة.
    • لا يُعبر عن رغباته أو يطلب الأشياء بأسمائها.
    • لا يرد عند مناداته أو لا يعرف اسمه الكامل.

سلوكيًا، يميل الطفل المتأخر لغويًا إلى تجنّب التواصل البصري، ويُفضل الإيماءات على استخدام الكلمات، ولا يُبادر بالكلام أثناء اللعب أو التفاعل الاجتماعي.

ممارسات يومية قد تُفاقم المشكلة
  • قلة التحفيز اللفظي: ترك الطفل لفترات طويلة أمام التلفاز أو الأجهزة اللوحية دون تفاعل بشري يحدّ من قدرته على تعلم اللغة.
  • التحدث بلغة غير سليمة: الإفراط في استخدام لغة “الطفل” كـ”نمّ” و”تِتّا” قد يُربكه لغويًا ويؤخر نطقه السليم.
  • تجاهل العلامات المبكرة: الاعتماد على مقولة “سيتكلم عندما يحين الوقت” قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة إذا لم يُعرض الطفل على مختص في الوقت المناسب.
البعد التربوي والروحي في العلاج

لا يغيب الجانب الإيماني عن مشكلات التربية والنمو. فالدعاء والرقية والتحصين من الوسائل الروحية التي يمكن أن تُعزز الجهود العلاجية:

  • الدعاء: من أفضل الأدعية التي تُقال للطفل وتأخر نطقه:
    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي (سورة طه: 25-28).
    يُمكن للأم أن تردده على طفلها يوميًا أو تعلّمه أن يقوله بنفسه.
  • الرقية الشرعية: بقراءة الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذات، مع النفث على لسان الطفل وصدره بنية الشفاء.
  • التحصين اليومي: المداومة على أذكار الصباح والمساء للطفل تحميه نفسيًا وجسديًا، وتقيه من تأثيرات الحسد والعين.
الرسالة الأخيرة للأمهات

تأخر النطق ليس عيبًا ولا وصمة، لكنه مؤشر يحتاج إلى وعي ويقظة. التدخل المبكر، والدمج بين العلاج اللغوي والتربية الواعية والدعاء الصادق، كفيل بأن يفتح لطفلك أبواب التعبير والاندماج بثقة وسرعة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ذات صلة
رحلة مليئة بالمصاعب
رأيت في المنام أنني أركب جملاً وأسير به في الصحراء، ثم فوجئت ببحر يعترض طريقي، فشعرت بالخوف، لكن الجمل...
المزيد »
علاقة الأب بأبنائه
أكدت المفاهيم الإسلامية والتقاليد الشرعية أن علاقة الأب بأبنائه لا تقتصر على النفقة والرعاية المادية،...
المزيد »
التأخر الدراسي لدى الأطفال
يُعد التأخر الدراسي من أبرز التحديات التي تواجه الأسر في العصر الحديث، حيث يعاني بعض الأطفال من صعوبات...
المزيد »
التربية المعتدلة.. تحصين ضد الغلو والتطرف
أصبحت الحاجة الملحّة إلى تربية إسلامية متزنة تحصّن العقول من الانحرافات، وتغرس في النفوس القيم الوسط...
المزيد »
الجد وحفيده.. كيف يُبنى جسر التواصل بين الأجيال؟
سلّطت المفاهيم الإسلامية الضوء على دور الجد في حياة الأحفاد، مشجعة على علاقة قائمة على المودة والتربية...
المزيد »
دواء جديد يقلب موازين المعركة ضد سرطان الكبد
في تطور علمي لافت، كشفت دراسة حديثة عن اكتشاف علاج مبتكر لسرطان الكبد.
المزيد »
التربية المتوازنة.. ركيزة بناء الإنسان والمجتمع
التربية الإسلامية حجر الأساس في بناء الفرد والمجتمع، فهي لا تقتصر على تلقين الأحكام أو أداء الشعائر،...
المزيد »
منازل بلا روح.. بيوت تخلو من العبادة والذكر
البيت في التصوّر الإسلامي ليس مجرّد مأوى تُسدّ فيه الحاجة إلى النوم والطعام، بل هو حضن للإيمان، وبيئة...
المزيد »
تأخر الكلام.. إشارات مبكرة لتدخل "علاجي وتربوي"
تتأمل الأم في كلمات طفلها الأولى بشغف، تترقّب نطقه لاسمه أو مناداته لها بـ"ماما"، لكن ماذا لو مرّ الوقت...
المزيد »
العالم الرقمي.. حين يتسلل إلى تفاصيل الحياة الزوجية
مع انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه المنصات جزءًا يوميًا من حياة الأزواج، لكنها للأسف...
المزيد »
الضمير الرقابي
تشكل تنمية الضمير الأخلاقي الرقابي عند المسلم، أحد أعمدة التربية الإسلامية، التي لا تكتفي بالضوابط الخارجية...
المزيد »
"المهور" حقوق لا يجب المغالاة فيها
المهر في الإسلام هو المبلغ المالي الذي يدفعه الرجل للمرأة عند عقد الزواج، وهو حق للمرأة يجب على الرجل...
المزيد »
اكتشاف جيني يُمهّد لتشخيص "التأتأة" وعلاجها
في خطوة تُعدّ تحولًا كبيرًا في مجال طب الأعصاب واضطرابات النطق، أعلن باحثون من مركز فاندرلبيت الطبي بالولايات...
المزيد »
مادة مبتكرة لضمادات الجروح
نجح فريق علمي روسي من معهد بحوث علم اللمف السريري والتجريبي التابع لمعهد علم الخلايا والوراثة في سيبيريا...
المزيد »
كيف تحفظ المرأة توازنها في ساحة العمل
الاحتشام ليس مجرد قطعة قماش تُخفي الجسد، بل هو إطار أنيق للكرامة، ودرع واقٍ يحفظ للمرأة هيبتها.
المزيد »

تواصل معنا

شـــــارك