بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

الدعاء قبل التسليم باب واسع لرجاء القبول
يُعد الدعاء قبل التسليم من الصلاة من السنن النبوية التي قلّ من يحرص عليها، رغم ما فيها من فضل عظيم وفرصة ذهبية لرجاء القبول.
وقد ثبت عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام ولكن قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا قلتم أصاب كل عبد في السماء أو بين السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو”. رواه البخاري.
وقد بيّنت هذه السنة أن ختام الصلاة، وقبل التسليم تحديدًا، وقتٌ شريف من أوقات الإجابة، يغفل عنه كثير من المصلين. فبعد أن يفرغ المصلي من التشهد، وقبل أن يسلم، يُستحب له أن يرفع قلبه إلى الله بالدعاء بما شاء من خيري الدنيا والآخرة.
وهذه السنة تؤكد على أن الصلاة ليست مجرد أركان تُؤدى، بل هي لحظة قرب ومناجاة بين العبد وربه، واكتمالها بالدعاء يزيدها روحًا وعمقًا.
وينبغي للمؤمن أن يحرص على استحضار حاجاته، وأن يدعو لنفسه ووالديه وأهله، وللمسلمين عامة، وأن يحرص على الدعاء بالأدعية الجامعة، كطلب المغفرة، والثبات، والهداية، والرزق، وصلاح الحال.
ومن رحمة الله بعباده أن جعل لهم في كل عبادة فرصة للدعاء والتضرع، وجعل الدعاء قبل التسليم أحد هذه النوافذ المباركة، التي تتلاقى فيها القلوب مع خالقها، بعيدًا عن صخب الحياة وهمومها. ولأن الدعاء عبادة بحد ذاته، فإن ختامه عقب عبادة عظيمة كالصلاة يزيده قربًا من القبول، خاصة إذا خرج من قلب خاشع، حاضر، موقن بالإجابة. وإن من أعظم ما يُدعى به في هذا الموضع: “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”، و”اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا”، وغيرها من الأدعية الثابتة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | التشهد, الدعاء في الإسلام, الدعاء قبل التسليم, السنن المهجورة, سنن مهجورة, سنن وأذكار