بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
كلمة “قلب” بين المعنى اللغوي والسياق الديني

إبراهيم شعبان

كلمة “قلب” بين المعنى اللغوي والسياق الديني
كلمة “قلب” في اللغة العربية تأتي من الجذر “ق-ل-ب”، وهي تشير إلى عضو رئيسي في الجسم البشري، لكنه في السياق الديني والفكري يحمل معاني ودلالات أعمق تتعدى المعنى الحسي إلى المعنى المجازي والعاطفي والروحي.
معنى “القلب” في اللغة العربية، هو العضو الجسدي، ففي المعنى الحسي، “القلب” هو العضو الذي يقع في الجهة اليسرى من الصدر، ويعمل على ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم. وله وظيفة حيوية أساسية تتمثل في تزويد الجسم بالأوكسجين والمواد الغذائية.
دلالات كلمة “القلب” في الثقافة الإسلامية، ففي الإسلام، يعتبر “القلب” مركزًا روحيًا يعكس قوة الإيمان والصلاح. ففي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله. ألا وهي القلب” (رواه البخاري. ومن هذا المنطلق، يُعتبر القلب المكان الذي يقرر فيه الإنسان التوجهات الروحية والأخلاقية، مثل الإيمان والتقوى.
والقلب مركز الإيمان والنية، وفي الإسلام، يتم ربط “القلب” مباشرة بالتقوى والطهارة. فالقلب هو الذي يستجيب لله تعالى وللإيمان، وإذا كان صافياً ونقياً، فإنه يُظهر أخلاقاً حميدة وأفعالاً صالحة، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: “يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ” (الشعراء: 88-89). هذا يدل على أهمية نقاء القلب وصفائه.
وفي العديد من السياقات القرآنية، يذكر القلب باعتباره متقلبًا، مما يعكس طبيعته في التحول بين الإيمان والكفر، بين الطمأنينة والشك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك” رواه الترمذي. وهذا يعكس مفهوم التقلب في قلب الإنسان في مسيرته الروحية، ويعبر عن أهمية الاستمرار في طلب الهداية والتمسك بالدين.
فكلمة “قلب” تحمل في ثقافتنا العربية والإسلامية العديد من المعاني العميقة والمتعددة. إنها ليست مجرد عضو جسدي، بل هي رمز للإيمان، والمشاعر، والطهارة، والنقاء، وأحيانًا التغيير. لذا، فالعناية بالقلب ليست محصورة فقط في صحته الجسدية، بل تتعداها لتشمل صفائه الروحي وأثره في حياة الإنسان.
- كلمات مفتاحية | القلب, صفاء القلوب, قلب المسلم, معنى القلب