بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

إكرام الضيف سموٌّ تتجلى فيه عظمة الإسلام
في رحاب الإسلام، تتحول الضيافة من مجرد عادة اجتماعية إلى عبادة يُتقرب بها إلى الله، ومن مظهر من مظاهر الكرم إلى دليل على سمو الأخلاق ورقي النفس، فإكرام الضيف ليس مجرد تقديم طعام أو شراب، بل هو رسالة حب وتواصل، وقيمة إنسانية تُذكِّرنا بأن نعامل الآخرين كما نحب أن نُعامل.
لقد جعل الإسلام إكرام الضيف من علامات الإيمان، وربطه بقيم الجود والإيثار، حتى صار الضيف في الثقافة الإسلامية نعمةً تستوجب الشكر، لا عبئًا يُتحمَّل، فكيف تجلَّت هذه القيمة في القرآن والسنة؟ وما مكانتها في بناء المجتمع المسلم؟
إكرام الضيف في القرآن الكريم: سموٌّ يُحتذى به
تتجلى عظمة الضيافة في الإسلام من خلال القصص القرآني، حيث يبرز موقف نبي الله إبراهيم -عليه السلام- نموذجًا يُحتذى به. فقد استقبل ضيوفه -وهم ملائكة جاءته على هيئة بشر- بأقصى درجات الكرم، رغم غربتهم وعدم معرفته بهم. قال تعالى:
“هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ”
هذا الموقف يُبرز كيف أن إكرام الضيف ليس مرتبطًا بمعرفة الشخص أو منزلته، بل هو خُلقٌ ينبع من الإيمان بالله ورسوله.
إكرام الضيف في السنة النبوية: وصية المؤمنين
أكَّد النبي ﷺ على مكانة الضيافة في الإسلام، وجعلها من أساسيات الإيمان وكماله. فقال ﷺ:
“مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ” (متفق عليه)
بل إنه ﷺ جعل إهمال حق الضيف خصلةً تنفي عن صاحبها اتصافه بالكمال الإيماني، فقال:
“مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ لَا يَرْحَمُهُ اللَّهُ، وَمَنْ لَا يُؤْثِرْ ضَيْفَهُ فَلَيْسَ مِنَّا” (رواه الترمذي)
وهكذا أصبحت الضيافة جزءًا من الهوية الإسلامية، لا يُعرف المؤمن الحقيقي إلا بها.
أهمية إكرام الضيف: بين الكرم والتواصل الإنساني
لا يقتصر إكرام الضيف على تقديم الطعام والشراب، بل يتعداه إلى بذل المشاعر الطيبة، وإظهار البشاشة، وتوفير الراحة. ففي الضيافة تذوب الفوارق، وتتقارب القلوب، وتتعزز روابط الأخوة.
وقد جسَّد الصحابة -رضوان الله عليهم- هذه القيمة بأبهى صورها، حتى كانوا يقدمون لضيفهم آخر ما عندهم، ويؤثرونه على أنفسهم، عملاً بقوله تعالى: “وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ”
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | إكرام الضيف, الأخلاق الحسنة, الأخلاق الحميدة, الإسلام وإكرام الضيف, خلق الكرم