بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

مفتاح الكعبة ودرس الأمانة
القصة المؤثرة سبب نزول"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا"
في فجر الفتح المبين، يوم دخل النبي الكريم مكة ظافراً منتصراً، كانت هناك لحظة فارقة تحمل في طياتها أعظم الدروس في العدل والأمانة، فبينما كانت سيوف الصحابة تلمع تحت أشعة شمس مكة، وأصوات التكبير تهز أركان الوادي المقدس، وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام باب الكعبة ليقدم للعالم أجمع نموذجاً رفيعاً في رد الحقوق إلى أهلها.
لم تكن مجرد مفتاحٍ يُعاد إلى حامله، بل كانت رسالة خالدة تثبت أن الإسلام دين العدل حتى مع الأعداء، ودين الأمانة حتى في لحظات الانتصار، فكيف تحول هذا الموقف إلى آية قرآنية تتناقلها الأجيال؟ وما هي القصة الكاملة وراء نزول قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا”
وقد ورد إنها نزلت في حادثة تتعلق بفتح مكة، وتحديدًا في شأن عثمان بن طلحة الحجبي، وهو من بني عبد الدار، وكان سادن الكعبة.
والقصة عندما دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة يوم الفتح، أغلق عثمان باب الكعبة وصعد إلى سطحها، وطلب النبي المفتاح ليدخل البيت الحرام، فقيل له إنه مع عثمان. فأرسل النبي إلى عثمان ليأتيه بالمفتاح، لكنه أبى تسليمه. عندها أخذ علي بن أبي طالب المفتاح بالقوة وفتح الباب للنبي، الذي دخل وصلى ركعتين داخل الكعبة.
وبعد خروج النبي -صلى الله عليه وسلم-، طلب العباس بن عبد المطلب أن يُعطى المفتاح ليجمع بين السقاية (سقاية الحجيج) والسدانة (حفظ الكعبة). عندها نزلت الآية تأمر بإعادة الأمانات إلى أهلها، فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب أن يعيد المفتاح إلى عثمان ويعتذر إليه.
وعندما أعيد المفتاح وسمع عثمان بن طلحة الآية الكريمة، أعلن إسلامه وقال: “أشهد أن محمدًا رسول الله”. عندها قال جبريل عليه السلام: “ما دام هذا البيت، فإن المفتاح والسدانة في أولاد عثمان”. وبقيت السدانة في بني عبد الدار إلى يومنا هذا.
فالآية نزلت لتأكيد وجوب أداء الأمانات إلى أهلها، وقد جاءت في سياق إعادة النبي مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة بعد فتح مكة، تأكيدًا على العدل وحفظ الحقوق حتى مع من كانوا أعداءً قبل دخولهم الإسلام.
روابط وكلمات مفتاحية
- كلمات مفتاحية | أسباب النزول, أسباب نزول القرآن الكريم, الكعبة الشريفة, مفتاح الكعبة