بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

التغيرات العاطفية والمزاجية عند الفتيات
تمر الفتاة في مرحلة الطفولة المتأخرة وبداية المراهقة بتغيرات عاطفية وجسدية سريعة، قد تبدو محيرة أو مقلقة أحيانًا للأسرة، خاصة الأم. فبين لحظة وأخرى، تتحول مشاعرها من السعادة إلى الغضب أو الحزن، وتبدو تصرفاتها غير مفهومة، ما يدفع بعض الأمهات للقلق أو رد الفعل الخاطئ.
لكن الحقيقة أن هذه التقلبات جزء طبيعي من مرحلة البلوغ والنمو النفسي، وتُعد مؤشراً على دخول الفتاة عالم النضج. ومع وجود الدعم الأسري والاحتواء العاطفي، يمكن أن تمر هذه المرحلة بسلاسة أكبر، وتُصبح الفتاة أكثر توازناً واستقرارًا.
أسباب التقلبات العاطفية لدى الفتيات
هناك عدة عوامل تؤثر على مشاعر وسلوكيات الفتيات خلال مرحلة البلوغ، من أبرزها:
التغيرات الهرمونية: تؤدي زيادة هرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون إلى تقلب المزاج بشكل ملحوظ.
الضغط الاجتماعي: تبدأ الفتيات بملاحظة معايير الجمال والتوقعات المجتمعية، مما يؤثر على ثقتهن بأنفسهن.
تأثير الأقران: تزداد أهمية العلاقة مع الأصدقاء، ويصبح رأيهم مصدرًا للقلق أو الدعم.
الدور الأسري: تؤثر العلاقة مع الوالدين والأشقاء على استقرار الفتاة العاطفي وتقديرها لذاتها.
أبرز علامات التغيرات العاطفية عند الفتيات
القلق والتردد: تشعر الفتاة أحيانًا بأنها عالقة بين كونها “طفلة” و”فتاة ناضجة”، وهو ما يجعلها قلقة أو غير واثقة من نفسها.
ضعف الثقة بالنفس: تزداد حساسيتها للنقد، وتشعر بالحاجة إلى التأقلم مع محيطها، ما قد يدفعها لتغيير سلوكها أو نمطها الخارجي لإرضاء الآخرين.
تقلبات مزاجية مفاجئة: قد تمر الفتاة بلحظات متتابعة من الفرح ثم الحزن أو الغضب، دون سبب واضح. وتُعد هذه السمة من أبرز خصائص هذه المرحلة.
الشعور بعدم الأمان: تُربكها التغيرات الجسدية مثل نمو الثدي، الدورة الشهرية، أو تغيّر شكل الجسد، فتشعر أحيانًا بالخجل أو الانزعاج أو حتى الانسحاب من محيطها.
الحساسية المفرطة: تصبح الفتاة أكثر عرضة للتأثر بالمواقف أو التعليقات، فمثلاً، بثرة صغيرة قد تبدو لها مأساة كبيرة، وقد تبكي من كلمة لم تقصد بها أمها الأذى.
كيف تتعامل الأم مع ابنتها في هذه المرحلة؟
استمعي جيدًا دون أحكام: كوني مستمعة جيدة لمشاعرها، حتى لو بدت “غير منطقية” لكِ، فاحتواؤها هو المفتاح لثقتها بكِ.
شجعيها على التعبير عن نفسها: ادعيها للتحدث عن مخاوفها أو مشاعرها، وطمئنيها أن كل ما تمر به طبيعي ومؤقت.
وفري لها مساحة شخصية آمنة: امنحيها خصوصيتها، وادعمي رغبتها في الاستقلال، لكن دون أن تُهملي مراقبتها بلطف.
ساعديها على بناء ثقتها بنفسها: أكثري من الكلمات المشجعة، وتجنبي المقارنات السلبية مع الآخرين، وركزي على إيجابياتها ومواهبها.
المرحلة العاطفية التي تمر بها الفتيات في سن البلوغ ليست عيبًا أو خللًا، بل هي ضرورة طبيعية للنمو والنضج. وكلما أحسّت الفتاة بأن أمها تفهمها وتحتويها دون لوم، زادت قدرتها على التكيف، والثقة، وتجاوز هذه المرحلة بقوة وسلام نفسي.
- كلمات مفتاحية | الأسرة المسلمة, الفتاة, الفتاة المسلمة, فترة المراهقة لدى الفتاة